فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها في ميانمار أمس الأحد في أوّل انتخابات تشريعية تشهدها البلاد منذ ربع قرن مع حرمان أكثر من مليون مسلم من المشاركة في الانتخابات. أدلت زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي بصوتها في مدرسة في وسط رانغون قبل أن يهتف لها أنصارها الذين بدوا واثقين من الفوز. ومن المقرّر أن تتّجه إثر التصويت إلى دائرة كاومو في رحلة لعدّة ساعات إلى هذه المنطقة التي انتخبت فيها لعضوية البرلمان في الانتخابات الجزئية لعام 2012. وانصبّ الاهتمام الإعلامي منذ أيام على زعيمة المعارضة التي أمضت أكثر من 15 عاما في الإقامة الجبرية وصوّتت للمرّة الثانية في بلادها وعمرها 70 عاما. وتجري الانتخابات في ظلّ حرمان نحو مليون من المسلمين الروهينغا الذين تعدّهم السلطات أجانب من المشاركة في التصويت بالإضافة إلى منع 75 منهم من الترشّح للانتخابات البرلمانية بحجّة إخفاقهم في الإيفاء بمتطلّبات الجنسية والإقامة. وقبل يومين أعربت الخارجية الأمريكية عن خيبة أملها لاستبعاد المسلمين من العملية الانتخابية في ميانمار معتبرة أن ذلك يناقض مبادئ الديمقراطية في المشاركة الشاملة لبلد متنوّع الأعراق. ووصف النائب عن الحزب الجمهوري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النوّاب الأمريكي إد رويس ما يواجهه مسلمو الروهينغا بأنه (مقزز) ودعا وزارة الخزانة الأمريكية إلى إدراج مرتكبي خروقات حقوق الإنسان في بورما في القائمة السوداء. وتمارس الحكومة البورمية المكوّنة من أغلبية بوذية سياسات عنصرية ضد مسلمي الروهينغا منذ فترة طويلة وتحرمهم حقّ الحصول على الجنسية بدعوى أنهم مهاجرون بنغاليون غير شرعيين بينما يقول الروهينغا إن وجودهم في بورما يعود لآلاف السنين. وفي العامين الأخيريين تعرّض مسلمو الروهينغا لاضطهاد الأغلبية البوذية بتواطؤ من الحكومة والجيش ممّا أدّى إلى مقتل الآلاف وهجرة عشرات الألوف.