هل صادفت يوما هذا التعبير؟ أغلب الظن نعم لكن هل تعرف ما معناه وقصة هذا التعبير الذي أصبح مع الوقت مثلا يضرب؟ اقرأ معي: أولا: العطار قديما هو خبير التجميل يعني من كحل ومساحيق وحناء وعطر وووو... لكن ماذا يعني البيت ومتى قيل وفي أي مضرب؟ أصل التعبير أو المثل هو كما يلي: عجوز تمنت أن تكون فتية ******* وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر تروح إلى العطار تبغي زينتها ******* وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ تزوجتها قبل الهلال بليلة ******* فكان محاقا كله ذلك الشهر المحاق: مبتدأ أطوار القمر ومنتهاها والمحاق هو غياب القمر وراء الشمس وتواريه في الظل. وسمي بالمحاق لانمحاق نوره واختفائه وحينئذ يحدث اقتران الشمس والقمر ومولد شهر هجري جديد. يروى أن أعرابيا تزوج امرأة كانت تتمتع بجمال بارع ومع تقدمها في العمر هرم جسمها واحدودب ظهرها وحفرت السنين أخاديد بوجهها وسالت أنهار الهموم على خديها وفقدت الكثير من جمالها. وكان يسكن في جوار منزلها عطار تقول الرواية أن الأعرابي رأى زوجته ذات يوم تتصنع أمام العطار وتتصابى وكان العطار يعرض عليها بعض الأعشاب التي تعيد لها بعضا مما فقدت. ولكنه في واقع الأمر كان يستغلها أيما استغلال لحاجة المرأة لجمالها كحاجة الأرض للماء وحاجة الطفل لهدية العيد المهم أن العطار استغلها ماديا بدون فائدة تذكر. فقال الأعرابي أبياته الشهيرة: عجوز تمنت أن تكون فتية ******* وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر تروح إلى العطار تبغي زينتها ******* وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ تزوجتها قبل الهلال بليلة ******* فكان محاقا كله ذلك الشهر وفيهم من زاد عن الأبيات وقال: وما غرني إلا الخضاب بكفها ******* وحمرة خديها وأثوابها الصفر فاتخذت العرب هذا الكلام مثلا يضرب لمن يبحث عن الأمر وقد مضى أوانه لمن فاته قطار الحياة لكنه متشبت بالدنيا كأنه سيخلد فيها. ونحن في الجزائر نقول: اللي فات وقتو ما يطمع في وقت غيرو ثانيا: هل يصح هذا القول: لا يصلح العطار ما أفسد الدهر ؟ الإجابة: أما الدهر فلا يفسد والذين يفسدون هم أهل الدهر ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر فقال: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر والمقصود أن الله عز وجل هو الذي ينفع ويضر والذي يسب الدهر يعترض على قضاء الله وقدره فهذا المثل الشائع لو يؤول بأهل الدهر يصح والله أعلم.