خرج الحجاج ذات يوم قائظ فأحضر له الغذاء فقال: اطلبوا من يتغذى معنا، فطلبوا، فلم يجدوا إلا أعرابيًّا، فأتوا به فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار: الحجاج: هلمّ أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء. الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته. الحجاج: من هو؟ الأعرابي: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائم. الحجاج: تصومُ في مثل هذا اليوم على حره. الأعرابي: صمت ليوم أشد منه حرًا. الحجاج: أفطر اليوم وصم غدًا. الأعرابي: أوَ يضمن الأمير أن أعيش إلى الغد. الحجاج: ليس ذلك إليَّ، فعلم ذلك عند الله. الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس إليه من سبيل. الحجاج: إنه طعام طيب. الأعرابي: والله ما طيّبه خبازك وطباخك ولكن طيّبته العافية. الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا .. جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي، وأمر له بجائزة.