يجلس المريض أمام جهاز الكمبيوتر في منزله ناظراً إلى جهاز الأشعة المقطعية (سي تي) فيما يشرح طبيب عن بعد النتائج له في مشاورة افتراضية. تقوم مريضة أخرى بالتقاط صورة فوتوغرافية لمكان مشتبه به على جلدها باستخدام هاتف ذكي وترسلها بالبريد الإلكتروني لطبيب الجلدية بانتظار تشخيص مبدئي. حتى أن هناك تطبيقاً جديداً متاحاً في الأسواق للمرضى لعمل رسم كهربائي للقلب باستخدام كبل (ايه سي جي) وأربعة أقطاب كهربائية صغيرة. وظهر مؤخرا في معرض (ميديكا) التجاري في دوسلدورف. وسوف يتمكن المريض من نقل بيانات القلب رقميا إلى طبيب القلب لتقييمها فورا. وقال مدير معرض (ميديكا) هورست جيزين إن (التشبيك الرقمي عملية معقدة تتخلل كل المجالات الطبية المختلفة). ويتوقع فرانتس- جوزيف بارت مان وهو رئيس لجنة الاتصال عن بعد بالرابطة الطبية الألمانية إن هذا سوف يؤدي إلى تغيير بعيد المدى. ويقول الجراح إن (المرضى يجمعون البيانات رقميا التي يتم إرسالها فيما بعد إلى الطبيب بطلب أن يتم تقييمها. ويجب أن يستعد الطبيب حينها للتشاور. العلاقة بين الطبيب والمريض تتبدل إلى حد ما). ويؤكد الجراح المحترف على (أننا نتحدث عن تحسين رقمي بشأن تمديد وتوسيع الخدمة. ولكن الاستشارات والمواعيد الشخصية من أجل العلاج مازالت مطلوبة). ويثير هذا الاتجاه سؤالاً بشأن ما إذا كان المرضى الذين يمتلكون مهارات حاسوبية قليلة لن يكون في وسعهم الاستفادة من هذه الميزة. وتقول كريستيانه فوبين وهي أستاذة آداب مهنة الطب في جامعة كولونيا إن (مستوى معينا من الكفاءة مطلوب من المرضى من أجل الاستخدام الملائم والآمن للإجراءات الطبية الرقمية حيث كقاعدة سيتعين عليهم تعلمها أولا). وسوف يكون الموضوع أسهل على الشباب الذين نشأوا في ظل الأجهزة الذكية من الأشخاص الأكبر سنا. وفي حين أنه لا ينبغي أن يصبح الأطباء خبراء في تكنولوجيا المعلومات إلا أنه سيتعين عليهم إحراز مستوى معين من الكفاءة الرقمية.