بعد أن كانت السيوف تستعمل لغرض الزينة وتجميل الصالونات ولا نراها إلا في المتاحف، لاسيما وأنها أشياء تراثية تعود إلى الحقب الزمنية الماضية، إلا أنه في الوقت الحالي لم يعد يشتاق المرء منا إلى مصادفة تلك الوسائل التي تدخل في صنف الأسلحة البيضاء كونها باتت تطبع مختلف العراكات الناشبة بين المتخاصمين، وبذلك استبدلت بعض الوسائل البسيطة التي كانت غالبا ما تستعمل من طرف البعض لإخافة الطرف الآخر على غرار العصي والسكاكين صغيرة الحجم بالسيوف. أصبح الكثيرون في الوقت الحالي لا يمانعون في امتلاك سيف في البيت بغرض حماية أنفسهم وصد الأطراف المعتدية، ولم تعد فقط الأصناف المنحرفة من تلجأ إلى اقتناء سيف بل حتى العائلات المحترمة، لاسيما وأنها أصبحت الديكور الذي يطبع مختلف العراكات الناشبة، وتخصصت محلات في بيع تلك المستلزمات على أنواع وأشكال، بعدما أصبح الطلب عليها كبيرا، فمنهم من يقتنيها بغرض الاعتداء وزرع الرعب في قلوب الآخرين، ومنهم من يكون هدفه هو صد الاعتداء دفاعا عن النفس. وبذلك أصبح امتلاك سيف بمثابة قدوة بين الجيران والمعارف فكيف لجار أن يمتلك سيفا ويخلو بيت من يحاذيه من تلك الوسيلة، التي باتت ضرورية لتصفية الحسابات وبث الرعب في النفوس، وبذلك زرعت ثقافة امتلاك سيف مشحوذ لدى أغلب العائلات الجزائرية خاصة تلك التي تقطن بمقاطعات انتشر فيها الانحراف بكل أنواعه بغرض التصدي لأي اعتداء. يقول فوزي: »بالفعل هناك العديد من الأشخاص باتوا يمتلكون سيوفا مختلفة الأحجام، ولا يقتصر الأمر على المنحرفين بل حتى من يتحلون بسمعة طيبة غرضهم في ذلك هو حماية أنفسهم من أي اعتداء مرتقب من بعض المنحرفين، لاسيما في بعض المقاطعات الشعبية التي تعج بالاعتداءات، لذلك أضحى استعمالُها شائعاً من طرف الكل في مختلف العراكات على الرغم من خطورتها، فهي تعدُّ من أخطر الوسائل الحادة التي من الممكن أن تودي بحياة الشخص بكل سهولة لاسيما المشحوذة جيدا. أما سيدة أخرى فقالت إنها كانت تمتلك سيفين منذ زمن طويل واستعملتهما بغرض الزينة، إلا أن أبناءَها وبعد كبرهما أعادوا شحذهما استعدادا لأي طارئ، لاسيما وأنهم يقطنون في مقاطعة خطيرة انتشر فيها الجرم والانحراف بكل أنواعه. وأضافت أنه في الوقت الحالي لم تعد تستعمل تلك الوسائل فقط لتجميل ديكور المنزل بل أصبحت تتصدر مختلف العراكات الناشبة في الأحياء والمقاطعات الخطيرة. الشابة هدى هي الأخرى كان لها رأي في الموضوع وقالت إنها تفزع لرؤية تلك الوسائل الحادة تستعمل في مختلف العراكات، بل ترهب لمجرد رؤيتها وهي تباع على مستوى طاولات البيع الفوضوية بعد أن تخصص بعض التجار في الترويج لها عبر بعض الأسواق، نتيجة الطلب المتزايد عليها في الآونة الأخيرة إلى درجة أن من لا يمتلكها ينظر له نظرة استغراب في الوقت الحالي تبعا لحب التقليد بين الجيران على الرغم من خطورة تلك الوسائل التي يقوم بعض الشبان باستعمالها في العراكات وإيذاء الآخرين بها، مما أدى إلى تعرض البعض إلى جروح بليغة هذا إن سلموا من الموت. وبذلك غزت ثقافة امتلاك السيوف بعض البيوت الجزائرية، وبعد أن كانت تستعمل للزينة وفي الديكور أضحت اليوم الحاضرة الأولى في العراكات والنزاعات الواقعة في الأحياء، مما يؤدي إلى وقوع جرحى وحتى قتلى بعد تعرضهم إلى إصابات في مناطق حساسة بواسطة تلك السيوف التي باتت الديكور المميز ليوميات الجزائريين دون أدنى وعي أو اكتراث.