ارتفعت ب5 بالمائة بعد أسبوع من التقلبات *** بعد أسبوع من التقلبات وارتطام أسعار النفط بحاجز 28 دولارا وهو الأدنى منذ 13 سنة استعادت الأسعار فجأة زخمها لترتفع فوق 30 دولارا في تداولات أمس الجمعة بدعم الطقس البارد ومخاوف تراجع الإمدادات في الشرق الأوسط. وحسب مراقبين فإن إرتفاع النفط بأكبر وتيرة له منذ أوت الماضي ليس إلا دليلا إيجابيا على تفاؤل المستثمرين فبعد موجة الإنخفاض الذي شهدها النفط هذا الأسبوع وتسجيله مستويات قياسية جديدة كان لإرتفاع أسعار النفط أثر إيجابي على السوق. وقد إنخفض النفط قبل أيام ما دون 28 دولار أمريكي للبرميل للمرة الأولى منذ سبتمبر عام 2003 مما يمثل انخفاضاً بنسبة 75 بالمائة من جويلية 2014. وتزامن التراجع مع صدور تقرير عن وكالة الطاقة الدولية حذرت الجماعة فيه من إمكانية غرق سوق النفط في وفرة المعروض النفطي في 2016. وتراجعت أسعار النفط الخام بنسبة 75 بالمائة منذ جويلية 2014 هبوطاً من 120 دولاراً أمريكياً للبرميل إلى أقل من 28 دولاراً في الوقت الحالي ما دفع العديد من حكومات الدول المنتجة من بينها الجزائر لخفض نفقاتها وتنفيذ إجراءات تصحيحية. وتخسر الجزائر حاليا 70 بالمائة من مداخليها المعتادة من تصدير البترول كما أنّ ميزانيتها ستعاني من عجز رهيب على أساس أنّ السعر المرجعي للنفط الذي بنيت عليه أرقام قانون المالية والميزانية هو 37 دولارا للبرميل وهو ما يعني أنّ ميزانية الدولة تخسر الآن ما بين 65 و70 بالمائة من مداخيلها المتوقعة في قانون المالية 2016. من جانب آخر تباينت التوقعات بشأن قيمة النفط في الأسواق وقال خالد الفالح رئيس شركة النفط المملوكة للدولة أرامكو في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إنه يتوقع حدوث انتعاش في الأسعار هذا العام. وحذر الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم بوب دودلي أن الأزمة الحالية في أسعار النفط سيئة مثل تلك التي حدثت في السوق بين عامي 1985 و1986 عندما توجت اسعار النفط الخام صراعها الطويل بهبوطها إلى مستوى 7 دولار أمريكي. وشهد المؤتمر أيضاً نوعاً من الجدال بين مبعوثي دولتي الملكة العربية السعودية ونيجيريا حيث أعرب وزير النفط النيجري عن حاجة الأوبيك إلى عقد إجتماع قريباً للبحث في أوضاع أسعار النفط المتدهورة. إلا أنه بالمقابل قال خالد الفالح رئيس شركة النفط العربية السعودية التي تعرف أيضاً باسم شركة أرامكو أن السعودية لن تعكس مسار سياستها إلا في حال قامت الدول الغير منتسبة إلى الأوبيك بتخفيض إنتاجها وأنه في حال رأت السعودية تعاون من قبل المنتجين فإنها مستعدة للتعاون أيضاً لكنها لن تقبل تحمل المسؤولية لوحدها. ولا تزال تخمة المعروض المفروضة تثير مخاوف المستثمرين في الأسواق. وجددت فنزويلا العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك دعواتها لعقد اجتماع لمنتجي الخام من داخل وخارج المنظمة في شهر فيفري المقبل لمناقشة تعزيز أسعار النفط التي يعصف تراجعها بمالية هذه الدولة من أمريكيا اللاتينية التي تعاني من ركود اقتصادي. ودعت فنزويلا مرارا لعقد اجتماع طارئ لمناقشة خطوات لرفع الأسعار التي بلغت أدنى مستوياتها منذ 2003 لكن الأعضاء الخليجيين في منظمة (أوبك) يرفضون عقد اجتماع استثنائي.