الجاني مسبوق قضائيا ومضطرب نفسيا *** أقدم شابّ على إزهاق روح والده بعدما وجّه له عدّة ضربات بواسطة قضيب حديدي على الرّأس والوجه على مستوى محطة الحافلات بحي البدر بالعاصمة انتقاما منه لإلحاحه المستمرّ عليه للبحث عن عمل والتوقّف عن تعاطي المخدّرات ليحال على محكمة الجنايات بجناية قتل الأصول. يستخلص من ملف القضية أنه بتاريخ 12 ديسمبر 2013 وفي حدود الساعة التاسعة صباحا تمّ إخطار مصالح الضبطية القضائية التابعة لأمن المقاطعة الإدارية لحسين داي عن وقوع جريمة على مستوى حي البدر في موقف الحافلات راح ضحيتها كهل يدعى (ع. محمد العربي). وإثر التحرّيات تمكّنت مصالح الأمن من توقيف الفاعل واسترجاع أداة الجريمة المتمثّلة في قضيب حديدي ويتعلّق الأمر بابنه (ع. سيف الدين) الذي صرّح عند سماعه بأنه في صبيحة يوم الجريمة وفي حدود الساعة التاسعة ونصف استيقظ من النّوم فوجد والده في البيت وكباقي الأيّام راح يوجّه له إهانات وألفاظا مسيئة وخرج من البيت وبقي في الحي إلى غاية خروج والده فدخل إلى المنزل وجلب قضيبا حديديا ثمّ تبعه إلى غاية موقع الجريمة المحاذي للمنزل وراح يوجّه له ضربة على الرّأس فسقط أرضا ثمّ وجّه له ضربة على الوجه ورمى القضيب وعاد إلى المنزل. وبسماع الشاهد (م. أسامة) صرّح بأنه كان متوجّها إلى مقهى الحي أين شاهد المتّهم يخرج من بيته حاملا قضيبا حديديا ثمّ بعد دقائق وهو راجع من المقهى شاهد النّاس ملتفّين وعندما اقترب شاهد والد المتّهم ملقى على الأرض وعلم بأن الجاني قام بضربه في حين صرّح الشاهد (ع. أمين) بأنه هو من قام بنقل الضحية على متن سيّارته إلى المستشفى بمجرّد مشاهدته ملقى على الأرض وقد كان لم يفارق الحياة بعد ولفظ أنفاسه بعد ربع ساعة من نقله إلى المستشفى. وبسماع ابني الضحية شقيقي المتّهم صرّحا بأن شقيقهما يعاني من اضطرابات نفسية وسبق أن كان محلّ متابعة طبّية في مستشفى (دريد حسين) للأمراض العقلية وأن والدهم الضحية كان شخصا طبيعيا وأبا عاديا ولم يكن سببا في الضغط على أيّ أحد منهم وأكّدا حدوث مناوشات بين الطرفين. من جهته المتّهم تراجع عند قاضي التحقيق عن بعض تصريحاته حيث أكّد أنه يقيم رفقة شقيقه ووالده في منزلهم الكائن بمفترق الطرق الأربعة بحي البدر بباش جرّاح بعد وفاة والدته منذ حوالي سنتين وفعلا سبق وأن دخل المؤسّسة العقابية حوالي ستّ مرّات كانت آخرها قبل أربعة أشهر بتهم تتعلّق أغلبها بالسرقة وحيازة المخدّرات وحمل سلاح محظور وقد كان يتناول من حين إلى آخر الأقراص المهلوسة إلى أن قامت والدته بأخذه إلى مستشفى (دريد حسين) للإقلاع عن الإدمان وبعد وفاة الوالدة بقي رفقة والده وشقيقه الذي خرج مؤخّرا من السجن بعد إدانته في قضية المتاجرة بالمخدّرات وكان الضحية يوجّه له ملاحظات يوميا بمجرّد رؤيته وقد كان يخرج من المنزل ويبيت خارجا إلى غاية يوم الواقعة أين بقي والده يوجّه له اللّوم ويطلب منه البحث عن عمل فخورج من المنزل غاضبا حاملا قضيبا حديديا كان يضعه في فناء المنزل وتوجّه بالقرب من محطة الحافلات بعد أن أحضر قهوة وأشعل سيجارة وأثناء تواجده حضر والده وبدأ يوجّه له نفس العبارات فبدأ يلوّح بالقضيب الحديدي فأصابه على مستوى الرّأس ولم يكن ينوي قتله. وأفضت نتائج الخبرات العقلية إلى أن هناك اختلافا في مدى السلامة العقلية للمتّهم الخبرة الأولى والثالثة بيّنتا أنه مصاب بمرض عقلي ولا يتحمّل مسؤولية أفعاله وأنه مصاب بمرض عقلي مزمن هو ذهان فصامي من نوع (البرانويا) بينما الخبرة الثانية بيّنت أنه يتمتّع بكامل قواه العقلية ويتحمّل مسؤولية أفعاله وهو الملف الذي قرّرت هيئة المحكمة تأجيله إلى الدورة الجنائية المقبل لتعيين محام تلقائي في حقّه.