شبكات العبودية الأوروبية تعود بقوّة في 2016 *** تتداعى مأساة اللاّجئين السوريين في الدول الأوروبية يوما بعد آخر فالحقائق المفزعة الآتية من وراء المتوسّط تبيّن أن الهاربين من جحيم أوطانهم وقعوا فريسة سهلة لدى شبكات عنصرية مختصّة في إذلال العرب والمسلمين. ق. د / وكالات قالت مجلة (الأوبزرفر) البريطانية إن 10 آلاف طفل لاجئ فقدوا بعد وصولهم أوروبا محذّرة من استهداف العصابات الأوروبية للقُصّر لاستخدامهم للعمل والعبودية حسب وكالة استخبارات الجرائم الأوروبية. ونقلت (الأوبزرفر) عن رئيس الوكالة بريان دونالد قوله إن هناك خمسة آلاف طفل مفقود في إيطاليا وحدها وألف آخرين في السويد محذّرا من أن (البنية التحتية الإجرامية) الأوروبية بدأت تستهدف اللاّجئين الآن. وأضاف دونالد أنه (ليس مستبعدا أننا نبحث عن أكثر من 10 آلاف طفل) مستدركا بالقول: (ليس جميعهم مستغلّين إجراميا بل يمكن أن يكون بعضهم لدى أقربائه لكننا فقط لا نعلم أين هم وما الذي يفعلونه ومع من؟). وظهرت مشكلة الأطفال القادمين وحدهم كأكبر قضايا الضغط في أزمة اللاّجئين حسب (الأوبزرفر) إذ أعلنت بريطانيا الأسبوع الماضي أنها ستقبل المزيد منهم. وقدّرت منظّمة (إنقاذ الطفولة) الدولية عدد الأطفال الذين دخلوا أوروبا دون مرافقين ب 26 ألف طفل بينما قدّرت الشرطة الأوروبية (اليوروبول) التي تملك 900 محلّل وضابط استخباري أن 27 بالمائة من المليون لاجئ في أوروبا العام الماضي كانوا أحداثا. وتابع دونالد بقوله: (سواء كانوا مسجلين أو لا فنحن نتحدث عن 270 ألف طفل معظمهم بلا مرافق) مؤكّدا أن رقم 10 آلاف طفل مختف تقدير محافظ للأحداث الذين اختفوا في أوروبا. وفي أكتوبر كشف المسؤولون في مدينة تريلبورغ جنوبالسويد فقدان 1000 طفل والثلاثاء حذّرت السويد في تقرير منفصل أن العديد من اللاّجئين الذين قدِموا من غير مرافق اختفوا وهناك القليل من المعلومات حولهم. وفي بريطانيا تضاعف عدد الأطفال الذين اختفوا كطالبي لجوء خلال العام الماضي ممّا يرفع مخاوف استهدافهم بشكل مباشر حسب (الأوبزرفر). بدورها قالت مريانا بيركت في (منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا) إن (الأحداث غير المرافقين في مناطق الصراع هم الأكثر هشاشة وأولئك الذين أرسلوا دون عائلاتهم ليجلبوهم لاحقا أو هربوا دون عائلاتهم). وأكّد دونالد أنه تلقّى أدلّة على استغلال جنسي لهؤلاء الأطفال ففي ألمانيا -الوجهة المفضّلة للاّجئين- والمجر -مدخل أوروبا للاّجئين- وجدت أعداد كثيرة من المهاجرين إذ قال دونالد إن (بنية إجرامية كاملة تطوّرت خلال الشهور الماضية حول استهداف اللاّجئين وهناك سجون اعتقلت بها أغلبية من المرتبطين بجرائم حول أزمة المهاجرين). ووثّقت وكالة الشرطة كذلك تقاطعا بين العصابات المنظمة للتهريب وعصابات تجارة البشر التي تستخدمهم للجنس والعمالة إذ قال دونالد إن (الجرائم المنتشرة المعروفة بالمشاركة في تهريب النّاس الذين أدخلت هوياتهم إلى قاعدة بيانات فينكس ألقي القبض عليهم الآن وهم يستغلّون اللاّجئين) وستأخذ أدلّة من المنظّمات العاملة على خطّ البلقان والتي طلبت لقاء مع وكالة تعزيز القانون تحديدا لقضية اختفاء الأطفال. وحول ذلك قال دونالد إن (قلق هذه الدول مرتبط باختفاء الأطفال وهم يطلبون مساعدتنا لتحديد مكانهم وكيفية اختطافهم إذ أنهم يتعاملون بذلك بشكل يومي ولذلك أتوا إلينا) محذّرا العامّة ومطالبا إيّاهم باليقظة قائلا إن (هؤلاء الأطفال في المجتمع وليسوا في منتصف الغابات ويمكننا رؤيتهم). وأدّت أزمة اللاّجئين إلى الدعوة إلى إزالة اليونان من منطقة (شنغن) في تطوّر وصفته الأمم المتّحدة بأنه (حضيض جديد) بمسعى أوروبا.