هكذا يستعدّ (ذبّاحو) تنظيم الدولة لمواجهة التدخّل الغربي *** تحوّلت ليبيا في ظرف قياسي إلى البؤرة الأكثر خطرا في العالم فبالنظر إلى قربها من سواحل الدول الغربية فإن نار الإرهاب بدأت تقضّ مضاجعهم ممّا جعلهم يقرّرون إدارة الحرب لصالحهم من خلال التدخّل المباشر والعلني على الأرض وبين الاستعداد الغربي والداعشي لهذه الحرب المحتملة فإن اللبيبين مهدّدون بمجازر كبرى وعواصف دماء قد لا تنتهي. ق.د / وكالات نشرت مصادر إعلامية غربية تقريرا حول مساعي تنظيم الدولة لتعزيز وجوده في ليبيا مع اقتراب التدخّل العسكري الغربي ضده وقالت إنه عيّن قائدا جديدا في ليبيا هو أبو عمر الشيشاني الذي كان من أبرز قياديي التنظيم في سوريا وأشارت إلى أن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قاديروف كان قد أثار ضجّة إعلامية في نوفمبر 2014 حين أعلن فجأة أن (أبا عمر الشيشاني قتل في سوريا) لكنه تراجع فيما بعد عن تلك التصريحات. ونقلت قناة (روسيا اليوم) بدورها عن مصادر استخباراتية روسية قولها إن طرخان باتيرشفيلي (عمر الشيشاني) هو قائد عمليات تنظيم الدولة في ليبيا حاليا. وحسب التقارير الاستخباراتية التي نقلتها (روسيا اليوم) فإن (الزعيم صاحب اللحية الحمراء وصل إلى سرت الليبية على متن قافلة مسلّحة تضمّ 14 سيّارة). كما قالت القناة إن هناك مقاتلين بريطانيين من بين المتدفّقين إلى ليبيا على خلفية تلقيهم دعوة من قِبل عناصر تنظيم الدولة البارزين على مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطابهم نحو ليبيا. وأظهرت أرقام استخباراتية نقلتها (روسيا اليوم) أن عدد مقاتلي التنظيم في ليبيا حاليا يتراوح بين 5 آلاف إلى 6 آلاف و500 مقاتل في الوقت الذي تفكّر فيه الولايات المتّحدة وبريطانيا في تدخّل عسكري مشترك ضد التنظيم في ليبيا. وذكرت الشيشاني يعد أحد أخطر الشيشانيين المطلوبين في العالم وقد ولد في 11 جانفي 1986 في مدينة بيركياني في جورجيا وتلقّى تدريبا في القوّات البرّية الجورجية إلى أن وصل إلى رتبة رقيب كما تلقّى عددا من النياشين والتكريمات عن دوره الكبير في مواجهة القوّات الرّوسية خلال الحرب الجورجية الرّوسية في سنة 2008 حيث كان يقود وحدة للاستطلاع والقيام بالمهام الخطيرة لكن الجيش الجورجي تنكّر له إثر ذلك حيث تمّت إقالته في سنة 2011 بعد أن اعتبر أنه لم يعد مؤهّلا للخدمة العسكرية وهو ما سبّب له صدمة عمقتها وفاة والدته بمرض السرطان في أثناء احتجازه في السجن بتهمة حيازة أسلحة بطريقة غير قانونية وهو ما دفعه خلال بقية مدّته في السجن إلى دراسة الفكر الجهادي وأشارت إلى أن الشيشاني أصبح بعد فترة قصيرة من وصوله إلى سوريا أحد أبرز المقاتلين في سوريا وقاد كتيبة المهاجرين في سنة 2012 ونسّق بعض العمليات مع جبهة النصرة ضد مواقع إطلاق صواريخ تابعة ل (بشار الأسد) لكنه في سنة 2013 انضمّ إلى تنظيم الدولة وبايع (الخليفة). كما قالت المصادر إن الشيشاني يعدّ واحدا من أفضل المقاتلين الشيشان في تنظيم الدولة وأكثرهم دموية وقوة وهو معروف في وسائل الإعلام بلحيته الحمراء والإعدامات الجماعية التي أمر بتنفيذها في شمال سوريا وذكرت في هذا السياق أن وصول الشيشاني رافقته إجراءات أمنية مكثفة حيث أنه بعد ساعات قليلة من وصوله إلى مدينة سرت نشرت القيادات المحلية التابعة للتنظيم قائمة بعدد من الأشخاص الذين تمت معاقبتهم بالإعدام أو البتر لأنهم خرقوا القوانين التي يفرضها التنظيم كما ذكر أن وصول الشيشاني إلى ليبيا يؤكّد التوقّعات السابقة بأن تنظيم الدولة سيعيّن قائدا جديدا في ليبيا يدعى أبو عمر وقد سبق وصوله عدد من الإعدامات التي قام بها التنظيم واستهدفت من يشتبه في أنهم جواسيس كانوا موجودين في شوارع سرت. كما أن وجود الشيشاني في هذه المنطقة يشير إلى إمكانية وقوع مجازر أخرى في القريب. يشار إلى أن تنظيم الدولة في ليبيا كان تحت قيادة العراقي وسام عبد الزيدي (أبو نبيل الأنباري( أو (أبو المغيرة القحطاني( الذي كان واليا لتنظيم الدولة في ناحية العلم قبل أن يرسله (البغدادي( ليتولى مسؤولية فرع ليبيا بالكامل وقُتل في نوفمبر من العام الماضي بغارة أمريكية.