وصف علماء الإسلام عملية إخضاع المسافرين في المطارات الغربية لجهاز الماسح الضوئي الذي يكشف عن جسم الإنسان عارياً بما في ذلك عورته، بأنها ممارسة غير أخلاقية تُحرّمها كل الديانات السماوية، واعتبروا الجهاز حراماً وإهانة لكرامة الإنسان الذي كرمه الله عز وجل، وهتكاً لأعراض الناس، خاصة أن الشرع يؤاخذ ويعاقب من يتتبَّع عورات الناس، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: »من تتبع عورة امرئ تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته«. كاشف للعورة المغلظة ويؤكد الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ل »الاتحاد« الإماراتية، أن هذا الماسح الضوئي كاشف للعورة المغلَّظة لكل من الرجل والمرأة سواء من المسلمين أو من غيرهم، فالحكم بالنسبة لمن يستعمل ضده هذا الماسح الذي يكشف عورته، هو أنه لا مناص من دخول البلد الذي تستعمل فيه السلطات هذا الماسح الضوئي في حق من يدخل أراضيها والخاضع للجهاز لم يكشف عورته بإرادته، ومن ثم فإنه لا يرتكب محظوراً شرعياً. وأضاف: »أما المحظور المتصور، فهو في حق الجهة التي تستخدم هذا الماسح الضوئي؛ باعتبار أنها تمكِّن من رؤية عورة الرجل والمرأة المغلَّظة، وتمكِّن من لا يحل له النظر إلى هذه العورة من النظر إليها، وهو في رأي الشرع نظر لا تقتضيه الضرورة أو الحاجة«. وقال إن الشريعة الإسلامية أباحت النظر إلى ما يُعد عورة من الرجل أو المرأة في حالة الضرورة أو الحاجة إلى ذلك، كما في حال النظر إليهما في الشهادة عليهما إذا كان بهما عيبٌ مثلاً، فالرجل يشهد على الرجل والمرأة تشهد على المرأة، أو في حالة الولادة أو النظر للتداوي والعلاج في حق كل منهما أو في حالة إجراء العمليات الجراحية. وحذَّر من أن استعمال الماسح الضوئي الذي يمكِّن الآخرين من رؤية هذه العورة باعتبار أن ذلك تمكين من النظر إليها لغير ضرورة أو حاجة؛ وذلك لأن السلطات سواء أكانت مسلمة أو غير مسلمة إذا كانت تريد الحفاظ على أمنها وسلامة بلادها ضد المخربين أو نحوهم، فهناك آلاف الوسائل التي يمكن بها التفتيش عن الأشياء الممنوعة التي تكون بحوزتهم. يؤدي إلى المفسدة وأوضح أنه عند وجود البديل للتفتيش الداخلي تنعدم حالة الضرورة والحاجة، فلا يكون لها هدف أو ضرورة، وإذا كان الذين يستعملون هذا الماسح الضوئي هم الذين لا يدينون بالإسلام، فهم ليسوا مكلفين بفروع الشريعة الإسلامية وفقاً للرأي الراجح من آراء الفقهاء، ولكن هناك محظورا شرعيا يمكن أن يترتب عليه إذا كان هذا الماسح الضوئي تستخدمه في المستقبل سلطات إسلامية عند دخول بلادها، فهنا يقع المحظور، وذلك وفقاً لما فيه من الحرمة الناشئة عن رؤية العورة المغلظة لكل من الرجل والمرأة من غير ضرورة أو حاجة، فذلك فيه مفاسد؛ منها احتمال تصوير هذه العورات ونشرها عبر وسائل نقل الصورة مثل المحمول وأجهزة»لاب توب« وغيرها. وحذّر من الذين يتولون إدارة وتشغيل هذه الأجهزة التي تبين عورات الرجال والنساء، فهم بشر يحملون بين جنباتهم نفساً أمَّارة بالسوء، وهذا يؤدي إلى المفسدة؛ لذا لا يجوز شرعاً لدولة إسلامية استخدام هذه الأجهزة في مطاراتها؛ لما فيها من المفاسد التي تنال المرأة الشريفة والوضيعة. وطالب الدكتور عبد الفتاح إدريس الدول الإسلامية بمحاربة هذا الماسح الضوئي وعدم الانسياق وراء كل مخترع جديد تخترعه دول لا تدين بالإسلام. وحث على أهمية النظر أولاً إلى خصوصية تعاليم الدين الذي تعتنقه هذه الدول؛ باعتبار أن من يجلب ذلك الاختراع ويستخدمه سيحاسَب أمام الله يوم القيامة؛ لما ترتب عن استعمال هذا الجهاز من مفاسد لا ينجو منها أحد.