بعد مقابلته السفير الصهيوني في منزله ** نائب يضرب توفيق عكاشة بالحذاء فاجأ النائب المصري كمال أحمد زميله توفيق عكاشة بضربه بالحذاء بمجرّد دخول الأخير إلى قاعة مجلس النواب احتجاجا على مقابلته السفير الصهيوني في منزله قبل أربعة أيّام وقام رئيس المجلس بطرد النائبين من الجلسة. أحال البرلمان المصري عكاشة على لجنة خاصّة للتحقيق معه بشأن استقباله السفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين في جلسة أمس الأحد بعد أن أعلن رئيس المجلس علي عبدالعال عن تلقّيه طلبات عدّة من أعضاء لإلقاء بيانات عاجلة تضمّنت طلب بعض النواب التحقيق معه والبعض الآخر إسقاط العضوية عنه. ولفت عبد العال إلى ورود مذكّرة باتّخاذ الإجراءات ضد عكاشة لتقديمه شهادة مزوّرة تفيد بحصوله على درجة الدكتوراه ضمن الأوراق التي قدّمها لمجلس النواب يقابلها مذكّرتان من عكاشة يشكو فيهما أعضاء بشأن الموضوعين السابقين. وقال عبد العال: (يجب التأكيد على خصوصية العلاقات الدولية والدبلوماسية بين الدول وتحكيم المصلحة القومية للبلاد وعدم التعرّض للمصلحة العليا لها والتحقيق مع كلّ من يسيء إلى هذا الشعب) مطالبا النواب بالتعبير عن آرائهم في إطار الحرّية المسؤولة وما هو منسوب للعضو من دون التعرّض للأطراف الأخرى في إشارة إلى الجانب الإسرائيلي. واستند النائب مصطفى بكري في كلمته المطالبة بإسقاط عضوية عكاشة إلى المادة 110 من الدستور التي تتحدّث عن إسقاط العضوية إذا فقد النائب (الثقة والاعتبار) وإخلاله بواجبات العضوية المنصوص عليها في اللاّئحة بعد أن اتّهم الشعب المصري ب (الانفصام في الشخصية) لأنه لا يوافق على التطبيع في الوقت الذي تُطبّع فيه الحكومة. وأدان بكري في كلمته ما نسب إلى عكاشة بطلبه من السفير الإسرائيلى إخراج الرئيس الراحل أنور السادات من القبر وضربه بالنّار وأن مصر مستعدّة لإعطاء مليار متر مكعّب من مياه النيل بشرط حلّ مشكلة سدّ النهضة بحجّة أن الجانب المصري لا يستطيع التفاوض كما طلب بناء 10 مدارس تعويضا عن شهداء مدرسة (بحر البقر). وأشار بكري إلى الاعتداء اللفظي الذي وقع عليه من أنصار عكاشة على باب البرلمان عند دخوله مطالبا بتشكيل لجنة للتحقيق معه. اتّهم النائب إيهاب راضي عكاشة بالإخلال بواجبات الأمن القومي المصري قائلا إن (مصر كانت دائما قلب الوطن العربي النابض والبرلمان موقفه الثابت رفض عملية التطبيع) مضيفا: (عندما يطالب نائب بالتطبيع فإنني أعتبر هذا خيانة للأمن القومي والقضية الفلسطينية). وطالب راضي بإسقاط عضوية عكاشة لفقدانه الثقة مدّعيا أنه قضى 5 ساعات في دائرة الأخير بمحافظة الدقهلية ووجد أنه فقد ثقة 90 بالمائة من أهالي دائرته. وقال النائب أسامة شرشر إنه يرفض إسقاط العضوية عن أيّ نائب مقترحا إحالته على مجموعة من الأطبّاء النفسيين (للكشف عن قواه العقلية). وتدخل رئيس المجلس قائلا: (يجب عدم التطرّق إلى أمور أخرى). وقال النائب المستقلّ ضياء داود إن (هناك أوقاتا فارقة في تاريخ الأمم والضرب في الثوابت الوطنية غير مرخّص به لأحد ويجب ألا نتحدّث باسم السفارة كونها لا تحمل إلاّ اسم سفارة الكيان الصهيوني ولو اضطرّتنا الظروف إلى الخضوع لاتّفاقيات في إشارة إلى كامب ديفيد إلاّ أن الشعب مازال يحمي حق الشهداء وأسقط الاتفاقية شعبيا). وأشار داود إلى أن عكاشة عرّض الأمن القومي للخطر قائلا: (يجب ألا نهوّن ما فعله حتى لا يستخفّ من بعده بتلك القضايا خاصّة رأن النائب فرّط في كرامة المصريين وعرّض سلامة البرلمان للخطر وأهان مجلس النواب). * غضب شعبي بعد لقاء السفير الإسرائيلي ب عكاشة سادت حالة من الغضب بين أبناء دائرة طلخا ونبروه بالدقهلية شمال مصر بعد الإعلان عن زيارة السفير الإسرائيلي حاييم كورين للإعلامي توفيق عكاشة عضو مجلس النواب في منزله بالقاهرة. في هذا السياق أفاد مصدر أمني بأن (السفير ذهب إلى عكاشة في موكب من 6 سيّارات بحضور الملحق الثقافي الإسرائيلي و3 آخرين وأن الطرفين تحدّثا في تأثير سدّ النهضة على مصر ومدى استفادة مصر من التكنولوجيا الإسرائيلية في استخدامات المياه). كما أبدى سياسيون مصريون تخوّفهم من أن يكون لقاء عكاشة مع السفير الإسرائيلي الذي تمّ بتوافق مع أجهزة سيادية يهدف ربما إلى توصيل رسائل للشعب بقَبول التطبيع الشعبي مع العدو الصهيوني الذي حقّق اختراقات كبيرة في علاقته بالدوائر الرسمية داخل النظام المصري في عهد عبد الفتّاح السيسي. كما بلغ التنسيق السياسي والأمني والاستراتيجي مراحل متقدّمة تحديدا في وجود الجيش المصري في منطقة سيناء وحصار قطاع غزّة الفلسطيني وتصويت مصر لإسرائيل بلجنة تابعة للأمم المتّحدة فيما لا زالت الحواجز كبيرة على المستوى الشعبي وفقا لهؤلاء السياسيين. كما اعتبر كورين أن (إسرائيل تحترم الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي لأنه رئيس منفتح يريد الاستقرار للمنطقة) مضيفا في بيان له يوم الأربعاء أن (السيسي يدرك جيّدا أن معالم الشرق الأوسط تغيّرت ويفهم ما تمر به مصر وإسرائيل). وفقا للبيان فإن كورين أطلع صحفيين مصريين على أن التعاون بين تل أبيب والقاهرة يسير بشكل جيّد في ظلّ وجود مصالح مشتركة بين الجانبين. من جهة أخرى تحدّثت مصادر مصرية عن تعديلات في المناهج الدراسية لطلاب المرحلة الإعدادية في مصر باعتماد تدريس اتفاقية كامب ديفيد ضمن مقرر التاريخ بالصف الثالث الإعدادي.