تعيش العاصمة الليبية هذه الأيام حالة من الترقب والتوجس مما يمكن أن تؤدي إليه تطورات المشهد الليبي المفتوحة على كل الاحتمالات بما في ذلك تدهور الوضع الأمني من جديد خصوصاً أمام البيانات والبيانات المضادة لدعم أو مواجهة حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج. وشهدت طرابلس بداية الأسبوع سلسلة من الأحداث المتتالية سياسياً وأمنياً إذ عقدت حكومة الإنقاذ اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأوضاع الأمنية الراهنة في ليبيا والعاصمة طرابلس بوجه خاص. وأوضحت الحكومة في بيان أن الاجتماع الذي عقد في ديوان رئاسة الوزراء بحث الإجراءات المتّخذة من وزارة الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات والمباحث العامة بشأن حالة إعلان حالة الطوارئ. واستعرض مجلس الوزراء في اجتماعه أيضاً التدابير الأمنية اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في طرابلس من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية. في المقابل نقلت مواقع ليبية عن وزير خارجية الإنقاذ علي أبو زعكوك قوله إنهم (لن يستقبلوا السراج ولو لزم الأمر سنستعمل قوة السلاح). من جهته أكّد (اتحاد سرايا الثوار ومجلس الحكماء والأعيان بتاجوراء) في بيان مساء الأحد أنّهم يرفضون (أي دعوة تهدد أمننا عامة والعاصمة طرابلس خاصة وعلى المبعوث الأممي احترام سيادة ليبيا وخيارات الشعب الليبي). دعا بيان الاتحاد (كافة الأحرار إلى التزام الهدوء والحذر والوقوف دون انزلاق البلاد إلى أي مشاكل). وعلى الطرف المقابل حذّرت كتائب من مدينة مصراتة (من عرقلة دخول حكومة الوفاق إلى طرابلس). وأكّدت هذه الكتائب في بيان أنّهم يعترفون بحكومة الوفاق الوطني وأنها الممثل الوحيد للدولة الليبية ويعلنون تشكيل غرفة أزمة مؤقتة لتمكين الحكومة في طرابلس. وفي تدوينة له على صفحته الرسمية على (الفيسبوك) قال وزير الإعلام الليبي الأسبق عمر القويري إنّ مقر إقامة السراج سيكون القاعدة البحرية طرابلس وليس القرية السياحية جنزو مؤكّداً وصول نصف أعضاء حكومة الوفاق الوطني إلى العاصمة في انتظار وصول نصف المجموعة الأخرى. وستتولى قوة الردع الخاصة بقيادة عبدالرؤوف كارة تأمين الحكومة مؤكّداً أنّ التشكيلات المسلّحة في طرابلس عبرت عن رغبتها في المشاركة في خطة تأمين الحكومة والعاصمة. وقال القويري أيضاً إن (لواء الصمود) بقيادة صلاح بادي يجمع الآن 150 آلية مسلّحة تتمركز قرب جزيرة سوق الثلاثاء طرابلس وتطلق النار في الهواء معلنة رفضها دخول السراج طرابلس. ولفت أيضاً إلى أن قوات قاعدة معيتيقة تتحضر للخروج للمواجهة وستشهد طرابلس أياماً دامية على حد تعبيره. وتداولت عدد من المواقع الليبية أمس أنباء حول استقالة السراج وهو ما نفاه بسرعة عضو المجلس الرئاسي محمد عماري والمستشار الإعلامي للسراج فتحي بن عيسى.