أكد رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، وصول بعض أعضاء المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس، لأول مرة منذ إعلان حكومة الوفاق، وبدأوا في عقد اجتماع مع الضباط المكلفين بالترتيبات الأمنية، بالرغم من تهديد رئيس حكومة الإنقاذ في طرابلس خليفة الغويل باعتقال أعضاء المجلس الرئاسي فور وصولهم إلى العاصمة طرابلس، في ظل مخاوف من تحول العاصمة الليبية إلى ميدان اقتتال بين أنصار حكومة التوافق والرافضين لها. قال السراج في تدوينة له على صفحته الرسمية بالفايسبوك: “قمنا بالتنسيق مع جميع الوزارات داخل مدينة طرابلس لغرض التسليم والاستلام والجميع وافق، ولله الحمد، بالإضافة لمصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، بإذن الله لن تكون في ليبيا إلا حكومة واحدة، انتهت الفوضى”. وذكر السراج في تدوينة أخرى “بناء على آخر الترتيبات الأمنية وعلى تعليمات رئاسة مجلس حكومة الوفاق، دخول طرابلس لن تسفك فيه قطرة دم واحدة، وسيبقى باب الحكومة مفتوحا لكل معارض سلمي لها، ما نحتاجه فقط استقبال الشعب لنا ودعمنا ومساندتنا سلميا ومعنويا”. وذكرت مصادر إعلامية أن حكومة الوفاق بقيادة السراج تحظى بدعم “قوات الردع الخاصة”، بالإضافة إلى “كتيبة فرسان جنزور”، غير أن لواء الصمود التابع للجيش الليبي الموالي للمؤتمر الوطني العام وكذلك غرفة ثوار ليبيا (التي فقدت الكثير من زخمها) يعارضان استلام حكومة السراج للسلطة في طرابلس. ووقعت أول أمس اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مقاتلين في لواء الصمود وقوة تابعة للأمن الليبي، اتهمت بقتل أحد أفراد اللواء أثناء عملية ملاحقة أمنية، ونفت عدة جهات أن تكون هذه الاشتباكات على علاقة بالخلاف بين الكتائب المتواجدة في طرابلس بشأن حكومة الوفاق الوطني. من جانبه توقع قذاف الدم، الذي يعد بمثابة القائد الجديد لأنصار النظام السابق، أن تقع مواجهات دموية في طرابلس، وقد تتسبب في تهجير مئات الآلاف من السكان، وقال “حكومة الوفاق، نحن نشفق عليها، فهي لا تملك الخبرة، ونصبت في الخارج، ولن تستمر للأسف رغم الإصرار على فرضها بالقوة، وأتوقع أن مواجهات دموية قد تحدث في طرابلس، وقد تتسبب في تهجير مئات الآلاف من السكان”. واقترح قذاف الدم في حوار مع الصحيفة الأمريكية “أنترناشيونال بيزنيس تايم”: “إعادة الاستقرار إلى ليبيا بواسطة نظامها القبلي الذي استعان به القذافي 40 سنة، ومن خلال حكومة حيادية تشرف عليها الأممالمتحدة تضم كل الأطراف بما فيها أنصار النظام السابق”، وأضاف أن “الميليشيات المتواجدة في العاصمة هي بالفعل على استعداد للدخول في “حرب طويلة” ضد حكومة الوفاق الوطني في حال دخلت الحكومة طرابلس”. ونفى قذاف الدم أن يكون تنظيم داعش قد تمكن من استقطاب أنصار النظام السابق، وقال “إنه لا يوجد قاسم مشترك بين فكر ثورة الفاتح وفكر داعش الظلامي”، وأضاف أنه “في حال عودة القوات المسلحة الليبية المهجرة في كل من تونس ومصر وهي من النخبة إلى أرض الوطن يمكنها إحداث تغيير جذري على الأرض، حيث سيتمكنون في غضون أسابيع قليلة من القضاء على هذا السرطان (داعش)”.