الصدقة هي: ما يعطى على وجه التقرب إلى الله تعالى سميت بذلك لأنها تدل على صدق إيمان صاحبها وتصديقه بوعد الله على ما وعد من جزاء وعوض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (والصدقة برهان). والصدقة هي إخراج جزء من المال من يد المتصدق وأي إنسان يخرج شيئا من ماله يخرجه بمقابل والمتصدق يخرج من ماله بدون مقابل ممن أنفق عليه فما الدافع لذلك ؟ إنما دفعه لذلك صدق إيمانه بوعد الله كما قال تعالى (وما لأحد عنده من نعمة تجزى (19) إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى (20) ولسوف يرضى (21) الليل فالمتصدق إنما يتعامل مع الله لا مع المساكين أو كما هو حال الناس مع الضرائب فقد يكذب أو يزور في أرباحه ليدفع أقل قدر ممكن من الضرائب أما المتصدق فهو إنما يعامل الله الذي يعطي الكثير على القليل فهو يجتهد أن يعطي أكثر مما وجب عليه لا أقل. والصدقة هى الزكاة والزكاة هى الصدقة يفترق الاسم ويتفق المسمى. والمشهور إطلاقها على التطوع فقط ولكن الصحيح شرعاً أن الاثنين بمعنى واحد لقوله تعالى: } خذ من أموالهم صدقة {التوبة 103} {وإنما الصدقات للفقراء} التوبة 60. والمقصود من قوله: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه) حتى لا يعلم من حوله بنفقته لدرجة أن لو كانت الشمال تعقل ما علمت شيئا عما أنفقته اليمين (وهذا يسمونه في اللغة بالمجاز) فهو يخفيها عن جوارحه فكيف بالناس؟!). وبعض الناس لم يفقه الحديث فكان إذا أراد أن يتصدق أدخل يده اليسرى في جيبه ثم أدخل المال يمده هكذا يظن أن الشمال تنظر إلى اليمين فحينئذ يخبئها في جيبه وليس هذا هو المقصود إنما المقصود أن صدقته خفية لا يعلم بها الناس يتحرى فيها أوقات السر ولا يريد الإعلان بها . فخير الصدقة ما كان سراً لوجه الله جل وعلا. هب أن الناس علموا بصدقتك هل يقبلونها منك؟ هل يرفعونها إلى السماء؟ هل يخرجونك من النار؟ هل يدخلونك الجنة؟ وهب أن الناس لا يعلمون !!! إن عدم علم الناس أقرب إلى إخلاصك وأتقى لقلبك وأقرب منك إلى ربك وأدعى إلى ثباتك وأحوط ألا يصيبك العجب فيما أنت فيه وقال بعض أهل العلم: يحتمل أن يكون هذا رجل يشتري من فقير متكسب فيعطيه أكثر من سلعته أو يقصده بالشراء لكي يعينه على أسباب الكسب. مثال ذلك: أنت حينما تعرف رجلاً فقيراً أو مسكيناً ويبيع سلعة من السلع بعشرين فتشتري منه واحدة بثلاثين ًوتذهب أنت بهذا تعينه على الاستمرار في الكسب واشتريت منه إعانة له وما زاد عن قيمة السلعة هو صدقة وهذا من أفضل أنواع الصدقة أيضاً هو من خير ما يتصدق به العبد بإذن الله جل وعلا. ومن الصدقة المخفية إنظار المعسر إنظار المعسر من مكارم الأخلاق وأفضل منه التجاوز عنه أو عن بعض دينه. - قال الله تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَة فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة/280). وعن أبي اليسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله)أخرجه مسلم.