أئمة يحرّمونها ومواطنون يقررون مقاطعاتها القروض السندية تثير جدلا واسعا الشيخ بوجنان: هي قروض ربوية محرمة السنة الجارية هي من أصعب السنوات التي يعرفها الجزائريون وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية وتراجع أسعار البترول في السوق العالمي وبالتالي انهيار قيمة صرف الدينار وهو الأمر الذي دفع بالحكومة إلى البحث عن حلول عاجلة من أجل تدارك الأمور ومن بين الحلول التي وجدتها اللجوء إلى الاستدانة الداخلية وعدم اللجوء إلى الاستدانة الخارجية وذلك عن طريق بعث القروض السندية التي أثارت الجدل في المجتمع الجزائري. عتيقة مغوفل قررت الدولة الشروع في تطبيق القرض السندي ابتداء من يوم الأحد حيث سيتم تخصيص 4500 حيز لاستغلال هذه القروض السندية كما أنه سيكون مفتوحا لكل فئات المجتمع والشركات دون استثناء وقد حددت قيمة السندات ب50 ألف دينار بحيث يمكن للشخص أن يشتري سندا صالح لمدة 3 سنوات وتكون نسبة الفائدة فيه ب5 بالمئة أما القرض السندي الذي يكون صالحا لمدة 5 سنوات فتكون الفائدة عليه 5.75 بالمائة إلا أن الكثيرين شككوا في هذه القروض واعتبروها قروضا ربوية محضة. مواطنون يرفضون القرض السندي تجولت (أخبار اليوم) ببعض شوارع الجزائر العاصمة وذلك من أجل الالتقاء ببعض المواطنين بغية معرفة رأيهم في القرض السندي الذي قررت الدولة أن تبعثه كحل من الحلول المقترحة للأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالبلاد وقد قصدنا محطة تافورة للنقل الحضري والتي تعرف اكتظاظا كبيرا للمواطنين طيلة ساعات اليوم وأول مواطن قابلناه كان السيد (أحمد) البالغ من العمر 42 سنة والذي يشتغل في إحدى المؤسسات الخاصة كنا هذا الأخير ينظر في كل مرة إلى ساعته لأنه وعلى ما يبدو كان متأخرا جدا عن عمله ولكنه كان بين الفينة والأخرى يلقي نظرة على الجريدة التي كان يحملها بيده فبدأنا نتقرب منه شيئا فشيئا حتى نعرف رأيه في الموضوع وبعد حديث بسيط جمعنا به طرحنا عليه سؤال موضوعنا فرد علينا السيد (أحمد) أنه على علم بالقرض السندي الذي ستطلقه الدولة وذلك بعدما اضطلع عليه في وسائل الإعلام إلا أنه اعتبره سياسة ذر رماد في الأعين فالقرض السندي ماهو إلا استغلال لأموال المواطنين فيما يغضب الله لأنه قرض ربوي وفوائده ستأتي من البنوك التي تعتبر كل تعاملاتها حرام في حرام وقد أكد لنا السيد(أحمد) أنه مواطن بسيط لا يملك المال من أجل شراء هذا النوع من السندات ولكن لو أنه كان يملك مال الدنيا فلن يستثمره أبدا في قروض الحرام. بعد أن عرفنا رأي السيد(أحمد) أردنا أن نعرف آراء مواطنين آخرين في الموضوع فقابلنا بعده(أنيس) شاب في العقد الثالث من العمر هو أيضا وكغيره من الناس كان ينتظر إحدى الحافلات من أجل أن يذهب إلى عمله تقربنا منه وطرحنا عليه سؤال موضوعنا فرد علينا هذا الأخير أنه لم يسمع بالقرض السندي ولكن الأمر لا يهمه بتاتا وذلك لأنه يعلم أن كل التعاملات المالية للدولة تعاملات ربوية وهي بعيدة كل البعد عن الشريعة الإسلامية لذلك فهو غير مهتم به كما اعتبر أن إطلاق هذا النوع من القروض هو من أنواع السطو على أموال الشعب من أجل حل مشكل من مشاكل الدولة مع أن الدولة لم تشرك الشعب أبدا في عائدات البترول زمن الرخاء وها هي الآن تشاركه وتقحمه معها في الأزمة على حد تعبير أنيس.
...وآخرون يعتبرونها حلا بديلا ولكن ومن جهة أخرى هناك فئة ثانية من المواطنين التي لها رأي مغاير تماما في الموضوع ومن بين هؤلاء المواطنين السيدة (حسينة) التي تبلغ من العمر 39 سنة والتي تشتغل مدرسة بإحدى ثانويات العاصمة هذه السيدة رحبت كثيرا بفكرة القروض السندية والتي اعتبرتها واحدا من أهم الحلول التي ستعود بالنفع على الشعب والدولة في آن واحد خصوصا وأنها قروض معمول بها في العديد من الدول العالمية وقد عرفت نجاحا كبيرا في الكثير من الاقتصاديات إجابتها جعلتنا نسألها أن كانت ستقبل عليها فردت علينا أنها حاليا لا تفكر في فعل ذلك ولكنها قد تفعل هذا مستقبلا إن كان عندها مالا متوفرا.
الإمام بوجنان: القروض السندية قروض ربوية محرمة إلا أنه والجدير بالذكر أن التكلم عن إطلاق القروض السندية جعل العديد من علماء الدين يشككون فيها وهو الأمر الذي جعلنا نربط اتصالا هاتفيا بالشيخ(سعيد بوجنان) مفتش أئمة مقاطعة القبة والذي أكد لنا بدروه أن هذا النوع من السندات هو عبارة عن جمع الأموال من الناس من أجل حل مشكل عويص وقعت فيه الدولة إلا أن هذا الحل محرم شرعا لأن القروض السندية هي قروض ربوية يدخل التعامل بها مع البنوك وكل أموال البنوك محرمة وقد أشار الإمام أن العديد من الدول الأوروبية قد حاولت التعامل بالقروض السندية من قبل ولكنها لم تنجح وحسب الشيخ فإنه كان يجدر على الدولة أن تطلق هذه القروض في شكل استثمارات تعمل بنظام المرابحة وهو حلال شرعا أما أن تطلقها بفوائد ربوية فهذا يعني أنها باطل في باطل. الشيخ قسول: الأزمة الاقتصادية في الجزائر سببها أموال الربا ومن أجل معرفة آراء أئمة آخرين ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ جلول قصول أمام مسجد القدس بحيدرة بالعاصمة الذي أكد بدروه أن الدولة لم تعط بيانات كافية عن القروض السندية وقد طالب بدروه الدولة بتوضيح إلا أنه أكد أنها من القورض الممنوعة والمحرمة شرعا لما فيها من صفة الربوية وتعاملات مالية خارجة عن الأطر الشرعية وذلك مصداقا لقوله تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) وقد أكد الشيخ أن المشكل الذي وقعت فيه الجزائر اليوم كله بسبب الفوائد الربوية.