دعا الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدّينية والأوقاف، الشيخ جلول حجيمي، وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة للعودة إلى مراجع فقهية والاعتماد على اللجان المتخصصة على غرار المجلس الإسلامي الأعلى أو على الأقل الشخصيات الناشطة في مجال الإفتاء قبل إصدار تصريحات يحلل فيها القروض السندية. وكان وزير المالية قبل أيام قد قال بصريح العبارة خلال استضافته في حصة إذاعية، إن فوائد القرض السندي "حلال" لأن كل مداخيل السند ستستعمل لتمويل مشاريع اقتصادية ربحية وسيتم بعد ذلك اقتسام أرباح المشاريع بين الدولة والمواطنين، وبما أن فوائد القرض من الأرباح فقد جزم الوزير ب«حلية" هذا القرض و عدم "ربويته" على اعتبار أنه شكل من أشكال الشراكة في المشاريع عبر مساهمات مالية يتحمل صاحبها قدرا ولو ضئيلا من المخاطرة. في المقابل يعتقد الشيخ حجيمي، وهو إمام مسجد بأعالي العاصمة، أن ضمان الحكومة إرجاع الأموال للمقرضين كاف لتحريم هذا النوع من القروض داعيا الى الاعتماد على قواعد الصرافة الإسلامية التي تفرض وجود مخاطرة الربح والخسارة لصاحب الأموال الذي ينبغي له كذلك أن يعرف بالضبط المشروع الذي وضعت فيه أمواله وذلك عبر إصدار عقد مرفق بالسند المشترى بصيغة المرابحة ويتحمل في هذه الحالة الطرفان القدر نفسه من المخاطرة في الربح أو الخسارة أي كأن يقرض الفرد شخصا آخر أموالا يستخدمها في تجارة معينة فإن أثمرت تجارته كان للمقرض أمواله إضافة إلى فوائد معينة دون أن تشترط مسبق بنسبة محددة. وعليه فإن نسبة الفوائد المحددة عند 5 بالمئة في القرض السندي سبب آخر لتحريم هذا القرض الذي تأمل الحكومة في أن يساهم في امتصاص السيولة الفائضة في الأسواق خارج البنوك لاستخدامها في تمويل المشاريع بعد أن تراجعت مداخيل الخزينة العمومية بأزيد من 70 بالمائة تأثرا بتراجع أسعار البترول في الأسواق الدولية، ويبقى على المواطن الراغب في المساهمة في هذا النوع من القروض حسب الشيخ حجيمي، إلا أن يضع ثقته في الحكومة أن تستخدم أمواله في مشاريع ربحية وتردها له من فوائد هذه الأرباح لا من مصدر آخر، لكن ذلك يبقى صعب التأكد منه في ظل النظم المسيرة لقواعد الصرف والنقد في الجزائر، مستغربا عدم الحذو حذو تجارب مثل التي انتهجتها دول إسلامية جنوب شرق آسيا لا سيما أن معظم الشعب الجزائر يتحفظ على مسألة التعامل مع البنوك لاعتبارات دينية خشية الوقوع في الربا، والربا في الإسلام محرم ومن كبائر الذنوب بالاعتماد على نصوص واضحة من القرآن الكريم والسنة النبوية.