بقلم: الشيخ أبو إسماعيل خليفة مسلم الوطن... هذه المفردة التي تتشبّع بها العيون عند قراءتها وتأنس بها الأذن عند سماعها ويذوب لها القلب حين التباهي بها ألا وإن الأمن في الوطن مع العافية والرِّزق هو الملك الحقيقي والسعادة المنشودة قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَن أصبح منكُم آمنًا في سِربِه مُعافًى في بدنه عنده قُوتُ يومه فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بِحَذافِيرها).. ألا وإن الأمن والإيمان قرينان فلا يتحقق الأمن إلا بالإيمان قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}. وقال الشاعر: إذا الإيمان ضاع فلا أمان * ولا دنيا لمن لم يُحيِ دينا ومن رضي الحياة بغير دين * فقد جعل الفناء لها قرينا. . لكن للأسف إن أعداءً كثيرين في الداخل والخارج لا يريدون للجزائر أمانًا ولا استقرارًا ولا رخاء ولا ازدهارًا يرغبونها فوضى ويبغونها عوجًا حسدا من عند أنفسهم ولحاجة في نفوسهم ونفوس أسيادهم (وما الله بغافل عما يعملون) لكن الله سبحانه دوما بفضله يحرسها الجزائر بدوام الذكر ويؤمنها كل مكر. ورحم الله العالم الرباني سيدي عبد الرحمن الثعالبي فخر الجزائر المحروسة وصاحب تفسير الجواهر الحسان رحمه الله القائل: إنّ الجزائر في أحوالها عجب * ولا يدوم بها للناس مكروه ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتسع * إلا ويُسر من الرحمن يتلوه. فليمت هؤلاء بغيظهم وستظلُّ الجزائر من تاء تمنراست إلى تاء تيزي وزو ومن تاء تلمسان إلى تاء تبسة بحول الله وقوته ثم بعزَمات رجالها وإيمان أهلها رغم المؤامرات والدعوات المُغرِضة بلدَ إسلام وسلام وخير وإحسان آمنةً مطمئنة ساكنةً مستقرة أثمدا في عين الودود وعلقما في عين الحسود.. وإني وبلسان الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله أقول: نحيي بالعمار والثمار والغيث المدرار هذه القطعة الغالية من أرض الإسلام التي نسميها الجزائر والتي فيها نبتنا وعلى حبها ثبتنا ومن نباتها غذينا وفي سبيلها أوذينا. أحييك يا مغنى الكمال بواجب * وأنفق في أوصافك الغر أوقاتي. رحم الله الشيخ ورفاق دربه ومن تبعهم بإحسان ومكّن لأبناء الجزائر ما يجعلهم خير خلف لخير سلف.. اللهم بارك فِي الجزائر أَرْضها وسمائها وأكثر خيرها في بَرِّها ومائِها واحفظ أمنها وعقيدتها من كيد الأعداء ودسائس المغرضين واجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين..