إقبال كبير على العيادات لاستشارة الأطباء مرضى يصممون على الصيام وأصحّاء يركضون لطلب الرخصة! رمضان في هذه السنة سوف يقترن بحرارة مرتفعة قد تتعدى الثلاثين درجة خاصة وأن نصفه الثاني سيتزامن وحلول فصل الصيف وعلى الرغم من تعود أغلب الجزائريين على الصوم في فصل الصيف خلال السنوات الأخيرة إلا أن التخوف باد من طرف البعض لاسيما المرضى المصابين بأمراض مزمنة على غرار السكري والضغط الدموي خاصة وأن الصوم لحوالي 17 ساعة سوف يضرهم لا محالة ويعرضهم إلى جفاف أجسامهم لذلك نجدهم يركضون إلى العيادات الطبية طلبا لاستشارة الأطباء.
نسيمة خباجة شهدت العيادات الطبية في هذه الآونة إقبالا كبيرا من طرف المرضى لطلب الاستشارة الطبية حول صومهم من عدمه فالطبيب هو صاحب القرار في صيام المريض ودفع المضرة عنه ومن هؤلاء مرضى السكري والضغط الدموي وكذا مرضى الربو وغيرها من الأمراض المزمنة التي تستدعي أخذ الأدوية وعدم الانقطاع عنها لرفع الضرر لكن نجد أن بعض المرضى يصممون على الصوم بدعوى أنهم لا يتخيلون انتهاكهم لحرمة رمضان مهما كانت الأسباب حتى ولو كانوا مرضى تدركهم مرحلة الخطر في كل لحظة في حين نجد البعض يتحججون بألف حجة من أجل الإفطار حتى ولو لم يبلغوا مرحلة الضرر ففعلا الناس أصناف ومعادن. تجاوز العقد التاسع ويصمم على الصوم التقينا بابنة الشيخ فسردت لنا قصة أبيها مع رمضان فرغم مرضه وعجزه إلا أنه يصمم على الصوم في كل سنة وقالت إنه في السنة الماضية حصل على رخصة من الطبيب إلا أنه صام أياما من رمضان وخاطر بنفسه حيث تعرض إلى الجفاف أما في هذه السنة فوفد إلى الطبيب وأمره بعدم الصوم لأنه لو فعل فسوف يخاطر بصحتة ومن الممكن أن تحدث له تعقيدات صحية خطيرة على رأسها جفاف جسمه من الماء وقالت إنها في مرحلة التفاوض معه من أجل إقناعه بعدم الصوم كونها تخاف عليه كثيرا وهو في ذلك السن أما عن أمها فقالت إنها هي الأخرى مقعدة في الفراش إلا أنها ترغب في الصوم في كل سنة وصامت كل أيام رمضان في السنة الماضية لكن في هذه السنة تأزمت صحتها كثيرا وأمرها الكل بعدم الصيام وحتى طبيبتها أكدت لها الخطورة في حال صيامها. مرضى السكري يهبون إلى العيادات الفئة الغالبة في العيادات هي فئة مرضى السكري الذين يطلبون الاستشارات فيما يتعلق بصيامهم من عدمه بالنظر إلى تأثير الصيام على فئاتهم كثيرا لاسيما مرضى السكري من النوع الثاني وهو النوع الأخطر بصفتهم يخضعون إلى حقن الأنسولين إذ يمنع عنهم الصيام أما النوع الأول فيكون صيامهم وفق ضوابط محكمة وهوما قالته إحدى السيدات في العقد السابع قالت إنها مصابة بمرض السكري من النوع الأول إلا أنها تتخوف من الصوم خاصة وأنه في السنة الماضية ارتفع معدل سكرها وبلغ 5 فأمرها الطبيب بالإفطار فورا فما كان عليها إلا احترام رأي الطبيب وأفطرت حفاظا على صحتها أما في هذه السنة لم يقرر الطبيب وأمرها بإجراء بعض التحليلات الضرورية لتبيين مستوى السكري في دمها وبعدها سوف يقرر صومها من عدمه. أصحاء يركضون لطلب الرخصة! الغريب في الأمر وما سمعناه على أفواه البعض هو وجود فئة من الناس تختلف شرائحها العمرية تركض لطلب الرخصة من الأطباء على الرغم من عافيتها وعدم بلوغها مرحلة الخطر وكان هؤلاء أرادوا دفع مشقة الصيام لأسباب واهية دون الدراية بخطورة ما يصنعونه من الناحية الشرعية وأن الإفطار في رمضان هو من الكبائر إلا ما اقترن بأسباب شرعية توجب الإفطار كحالات المرض المزمنة والمستعصية هو ما سرده لنا طبيب عبر عيادة بالعاصمة الذي قال إنه احتار كثيرا لأحد الرجال وهو يدخل عيادته ويتعذر بألف حجة من أجل طلب الرخصة إلا أن الطبيب أخبره أنه في حالة صحية جيدة ويمكنه الصوم أما فيما يخص نوبات الربو فأمره باستعمال البخاخة في السحور وإنقاص التنقل تحت أشعة الشمس أما غير ذلك فيمكنه الصيام دون أدنى خطر. ويسرد لنا أحدهم أمر صديقه في العقد الثالث الذي يتعذر في كل مرة بالقرحة المعدية من أجل الإفطار وقال إنه في كل مرة يذهب إلى الطبيب قبيل رمضان من أجل طلب الرخصة يعزف عن تسليمه الرخصة بعد إجراء بعض الفحوصات ويخبره أنه في صحة جيدة ويمكنه الصوم ويزوده ببعض الأدوية التي تخفف عنه آلام المعدة فيعود خائب الظن - يضحك _ ويصوم عن مضض والسبب أن رمضان كما يقال (يغلبو) كثيرا ويفعل فيه الكثير ولا يكون في يده سوى النوم طيلة ساعات الصيام كحل لتفادي أي متاهات في الحي.