يركزون على استقطاب المتدينين الجدد خلال رمضان ** عادة ما يعرف شهر رمضان الفضيل بروز متدينين جدد وأوجه غير معتادة في مساجد الجزائر هؤلاء تسعى بعض الخلايا النائمة لإستقطابهم وتجنيدهم في صفوف تنظيمات التطرف والإرهاب عبر استغلال قصر ثقافتهم الدينية وحماستهم للإسلام ولمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة أعدت وزارة الشؤون الدينية خطة جديدة تعتمد على إعطاء نفس جديد للفكر المعتدل من خلال تقوية الفكر المالكي والنزعة الصوفية الضاربة في جذور تاريخ بلادنا. وأبدت فعاليات دينية وجمعوية مرارا عدم رضاها عن طريقة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في تسيير القطاع عبر تركيزها على جوانبه الإدارية وإهمال الجوانب الفكرية المتوجهة إلى صناعة وعي ديني واجتماعي جديد ينطلق من ملامح الهوية الوطنية. لتتدارك مصالح عيسى الإنتقادات بإعلانها في شهر مارس الماضي نشر ثمانين كتاباً مالكيا وصوفيا بهدف محاربة الفكر الداعشي في المجتمع الجزائري. جاء قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بنشر ثمانين كتاباً لمحاربة فكر داعش في المجتمع تماشياً مع وعي الحكومة بعدم قدرة الإجراءات الأمنية وحدها على التصدي للدواعش بعدما باتوا في الجارة ليبيا وجندوا آلاف الشباب في تونس والمغرب. وتابعت أخبار اليوم تنفيذ هذه الخطة الجديدة خلال شهر رمضان الذي يشهد ككل عام بروز متدينين جدد تستهدفهم خلايا التطرف والإرهاب من خلال كتب ومطويات تحمل مفاهيم شاذة عن الجهاد والتكفير. وبحسب ما استقته أخبار اليوم من بعض مساجد الجزائر العاصمة فإن الكتب المعنية بمهمة محاربة المتطرفين الجدد تشمل الفقه والعقيدة والتفسير والفنون الإسلامية مثل كتب الشيخ تواتي بن التواتي والسعيد كعباش إلى جانب كتب في المعمار الإسلامي الجزائري وأخرى موجهة إلى الأطفال بأقلام جزائرية. في هذا الإطار يقول الإمام محمد الأمين غزالي أن المسجد الجزائري في الطريق الصحيح لإسترداد ملامحه الخاصة المستقاة من المرجعية الفقهية للبلاد دون غيرها من المرجعيات المستوردة الجالبة للفوضى والفتن والتفكك الإجتماعي . وأضاف في تصريح ل أخبار اليوم أن الإمام الجزائري ومرتادي المساجد وجدوا في هذه التشكيلة من الكتب التي تصدرها الوزارة قاعدة للوعي ببعده الوطني وطرق الانطلاق منها في مخاطبة الجزائريين الذين جربوا قبل غيرهم ويلات العنف الناتج عن التأويل السيئ للدين. وتابع يقول إن مكتبات مساجدنا وجامعاتنا كانت إلى وقت قريب تخلو من كتب مماثلة تعزز الوعي بمرجعيتنا الفقهية التي نبذت تاريخياً ظاهرة الإرهاب وتأتي الجزائر في ذيل قائمة الدول العربية التي التحق منها شباب مغرر بهم بتنظيم الدولة الإسلامية داعش بعكس الجارة تونس التي تأتي في الصدارة. لكن ثمة دراسات وبحوثاً تقول إنها ليست في منأى عن تغلغل هذا الفكر فيها. وعليه تركز السلطات الجزائرية مؤخرا جهودها للتصدي لمدّ تيار الإرهاب باسم الإسلام والتطرف والتشيع وكل التوجهات التي تعمل على التفرقة وخلق الفوضى في البلاد انطلاقا من اعتبار أن المسؤولية مشتركة والإرهاب لا يحارب بالسلاح فقط بل أحسن سلاح هو التصدي الفكري ودحض العقائد الفاسدة مثلما صرح به وزير الشؤون الدينية والأوقاف مؤخرا. محمد عيسى وصف دور المساجد الجزائرية بالتجربة الرائدة لاجتثاث الإرهاب والتطرف والمحافظة على المرجعية الدينية الوطنية ورافع من أجل تبني مقاربة مكافحة التطرف والإرهاب المستمد من مرجعيات لا تنفع المجتمع الجزائري أو تلك (المرجعيات) التي ولدت في مخابر لأجل زرع الفتن وزعزعة استقرار الأوطان والمجتمعات من خلال سلاح الفكر والأيديولوجية والسنة الصحيحة والتوجيه النافع .