بين تنظيم موائد الإفطار والتصدق على الفقراء صور التكافل الرمضاني تصنع الحدث يعتبر شهر رمضان شهر الرحمة والفضائل وتكثيف أفعال الخير فقد حث الله عزوجل على ضرورة الإكثار من العبادات والطاعات التي لا بد أن تتخللها الأعمال الخيرية وهو الأمر الذي يجعل الكثير من الجزائريين يمتثلون لهذا الواجب الديني فيسارع العديد منهم إلى الكثير من الأعمال الخيرية وهو ما يبرز صور التكافل الاجتماعي الحقيقي في المجتمع الجزائري خلال الشهر الكريم. عتيقة مغوفل يعرف عن المجتمع الجزائري الكثير من الشيم التي تميَزه عن باقي المجتمعات ومن بين هذه الشيم التكافل الاجتماعي والتضامن خصوصا في أيام المحن والشدائد ويعتبر شهر رمضان من أكثر الشهور التي تظهر فيها تلك المظاهر بوضوح وقد حاولت (أخبار اليوم) الوقوف على بعض هذه الصورالرائعة التي يصنعها الجزائريون خلال شهر رمضان الكريم. وجبات إفطار لعمال الورشات وعابري السبيل من بين صور التكافل الاجتماعي التي تبرز عند الجزائريين كثيرا خلال شهر رمضان تنظيم وجبات إفطار للفقراء وعابري السبيل والمحتاجين وعادة ما تعرف هذه الظاهرة رواجا عبر العديد من ولايات الجزائر والجزائر العاصمة واحدة من الولايات التي تبرز فيها هذه الصورة العاكسة للتكافل الاجتماعي ومن بين الناس الذين يسارعون إلى هذه العملية السيد(سليمان) هذا السيد يعمل مجوهراتي فهو يملك محلا لبيع المجوهرات منذ عشرات السنين وهو ما جعله ميسور الحال إلا أنه ليس من الأشخاص الجاحدين لنعمة الله عليه لذلك قام(عمي سليمان) هذه السنة بجمع بعض العمال الذين يعملون في بعض الورشات أمام منزله بحي العاشور بالجزائر العاصمة والمقدر عددهم ب6 عمال أين يقوم بضمان وجبات إفطارهم يوميا في مرأب منزله ويقوم أولاده الثلاثة بتحضير موائد الوجبات لهؤلاء العمال وتزويدهم بكل ما ينقصهم بل أبعد من ذلك يجالس عمي سليمان وأولاده أولئك العمال ويفطرون معهم كما أنهم يقدمون لهم القهوة وبعض الحلويات عند الانتهاء من وجبة الإفطار والجدير بالذكر أن(عمي سليمان) وحتى لا يثقل كاهل كناته ويكلفهم بالطبخ لهؤلاء العمال يستأجر طباخة تأتي في الفترة الصباحية طيلة أيام الشهر الفضيل حتى تطبخ لضيوف عمي سليمان ثم تغادر منزلها ويمنحها وجبة إفطارها من الأكل الذي تطبخه حتى لا تتعب نفسها وتطبخ مرة أخرى في بيتها. من جهة أخرى والجدير بالذكر أن الكثير من الجمعيات الخيرية والشباب المتطوعين ينظمون موائد إفطار عبر العديد من الطرق السريعة عبر كامل التراب الوطني من أجل عابري السبيل الذين يحل عليهم وقت الإفطار وهم في طريقهم إلى بيوتهم. عائلة تستضيف قاطنة بدار العجزة في بيتها هناك فئة أخرى من الناس من ابتدعت أوجه تكافل جميلة ورائعة خلال الشهر الفضيل من بين هؤلاء السيد(إلياس) هذا السيد يعمل إطار دولة في إحدى المؤسسات العمومية كما أن زوجته طبيبة وتملك عيادة خاصة فهم عائلة ميسورة الحال لذلك فكرا الزوجان في صورة جميلة وعمل رائع خلال الشهر الكريم حيث قام السيد(الياس) وزوجته بالذهاب إلى إحدى دور العجزة المتواجدة بالجزائر العاصمة وقاما بمقابلة العديد من المسنين فيها إلا أن جمعتهما الصدفة بسيدة تبلغ من العمر 65 سنة في كامل صحتها الجسدية تخلى عنها أبناؤها بعدما توفى زوجها وقاموا ببيع البيت العائلي وتقاسموا ماله فيما بينهم وقرر السيد(الياس) وزوجته أن يستضيفوا تلك السيدة طيلة شهر رمضان في بيتهما وذلك حتى تعيش تلك السيدة أجواء رمضانية عائلية مميزة بعدما حرمها أبناؤها فلذات كبدها من حنان العائلة الذي لا يمكن أن تجده في أي مكان. تجار يجعلون من الصدقة عادة يومية ومن بين صور التضامن الاجتماعي الجميلة التي يصنعها الجزائريون خلال شهر رمضان هذه السنة توزيع الصدقات على المحتاجين والفقراء وبصفة يومية حيث يقوم بعض التجار بحي باب الوادي الشعبي بصنع أجمل هذه الصور ومن بين هؤلاء صاحب إحدى القصابات الخاصة ببيع اللحم الطازج هذا الأخير وكل صباح عندما يفتح محله ومنذ بداية اليوم الأول من الشهر الفضيل يقوم بمنح كمية من اللحم للمحتاجين تكفيهم لطبخ إفطار يومهم ذاك ويعيد الكرة في اليوم الموالي مع محتاجين آخرين حتى تعم صدقاته على جميع فقراء بلدية باب الوادي. على غرار صاحب القصابة يقوم أحد أصحاب المخابز وبصفة يومية بحي بولوغين بتوزيع 10 رغائق من الخبز متنوعة الأشكال على بعض الفقراء الذين يمرون على مخبزته وأحيانا وعندما يقوم بتنظيف المحل في ساعة متأخرة من الليل يقوم بتوزيع الحلويات المتبقية لديه على بعض أبناء الحي والعائلات الفقيرة من باب الصدقة حتى يعد أخرى جديدة في اليوم الموالي.