ازدانت جدران رواق عسلة حسين بالجزائر العاصمة بحوالي خمسين صورة فوتوغرافية وثائقية تجسد احتفالات الجزائريين بعيد الاستقلال 5 جويلية 1962 بعدد من شوارع وأحياء العاصمة تبرز من بينها خصوصا أعمال مصورين جزائريين عايشوا الحدث وهم شباب. وتحت عنوان 5 جويلية 1962 تقدم هذه الصور -التي تم التقاطها في الفترة من الفاتح إلى العاشر جويلية من نفس العام- فرصة تأمل النشوة العارمة التي عمت آنذاك أعماق الشعب الجزائري الذي خرج برجاله ونسائه وأطفاله إلى الشوارع والساحات فرحا بخروج المستعمر الفرنسي وهو يهتف باسم الحرية والوطن. من (لا بيشري) (المسمكة) إلى الجامع الكبير ومن ساحة الشهداء إلى باب عزون ومن (صالومبي) (المدنية) إلى الأبيار تجسد أيضا هذه الصور وجوه البراءة التي تنظر للمستقبل بإشراق وتجمعات النسوة اللائي وقفن إلى جانب الرجال في الاحتفال بعيد طال انتظاره. وتعود أيضا هذه الصور الأرشيفية بالزائرين إلى فترة دموية ارتكب فيها المستعمر الفرنسي أبشع الجرائم بحق الإنسانية كما تبرز بسالة الجزائريين في مقاومة المستعمر وتضحياتهم الكبيرة في سبيل حريتهم. كما تعكس هذه الأعمال التي جاءت في أغلبها بالأبيض والأسود احترافية كل من الفوتوغرافيين الراحل محمد كواسي الذي تعرض له 11 صورة وأحمد الزين بسة الذي يقدم من جهته 16 صورة حيث تتميز أعمالهما بمهنية عالية وخصوصا فيما تعلق باختيار الأمكنة والأشخاص وطريقة أخذ الصور.