يدفع بعضهن نحو الاسترجال تعلم الفتيات الرياضات القتالية.. سلاح ذو حدين تميل الكثير من الأسر إلى تعليم بناتها الرياضات القتالية كالكاراتي والكينغ فو والجيدو وغيرها من الرياضات الأخرى من أجل حمايتهن من كل ما يتربص بهن في الشارع وعلى الرغم من المنافع الكثيرة لتلك الرياضات إلا أننا لا ننفي جوانبها السلبية بحيث تعد طريقا لاكتساب العادات والصفات الذكورية ومن ثمة نواجه مشكل الجنس الرابع أو ذكور في جلدة فتيات بسبب عاداتهن واسترجالهن ما يظهر من تعاملهن مع الآخرين. نسيمة خباجة يبدو أن ظاهرة اكتساب بعض الفتيات ومنذ الصغر للصفات الذكورية أو باختصار شديد استرجالهن ظاهرة بدأت تطفو على السطح في الجزائر ومن يمعن النظر في تلك الآفة يجد الكثير من المسببات التي أدت إلى تلك النتيجة ولعل أن الأسرة لها ضلع في تلك الظاهرة بسبب الابتعاد الكلي عن الطفلة أو حتى إدراجها في الرياضات القتالية الأقرب إلى الجنس الذكوري. فمن منا لا يصطدم في حيه بطفلة تهوى كرة القدم وتكون هيئتها أشبه بالذكور بلبس السراويل ووضع القبعات الرجالية ومن يقترب منها كثيرا يعرف أنها تنتمي إلى أحد النوادي أو تم إدراجها برياضة قتالية ما فتح لها الطريق إلى اكتساب العادات الذكورية وهي عبارة عن شذوذ وانحراف في سلوك بعض الفتيات وهذه الظاهرة لم تكن موجودة لكنها بدأت بالظهور بشكل بسيط وأخذت بالتزايد يوماً بعد آخر بسبب حب التقليد الأعمى بحيث تتقمص البنت شخصية ذكورية وتقوم بتقليد الشاب في كل شيء من حيث المشية والحركة والملابس والعطر والنظارات والساعة اليدوية وطريقة الكلام وغيرها وهي الظواهر التي باتت تزحف إلى مجتمعنا وأحيانا كثيرة تكون من صنع الأسرة. الرياضة القتالية ..طريق التمرد هناك بعض الفتيات من كانت بعض الرياضات طريقهن إلى الاسترجال وللأسف وهنا وجب عدم التعميم طبعا خاصة وأن هناك من الفتيات من مارسن بعض الرياضات القتالية بدافع الحب والهواية والتطلع إلى ألقاب عالمية والتزمن بصفاتهن الأنثوية فالأمر هو نسبي وغيرمطلق لكن لا ننفي أن نسبة منهن كان الانحراف والضياع طريقها فيما بعد وهو حال إحداهن التي كانت تمارس الكاراتي وتُعرف في الحي بأكمله بل إنها ومنذ صغرها تهوى لعب كرة القدم مع أطفال الحي وحتى بعد أن كبرت استمرت على ذلك الحال وكانت تجالس شباب الحي وتسهر معهم في تجمعاتهم وختمت هذا وذاك بالهجرة والإقامة غير الشرعية في الخارج لتكون هي نتيجة إهمال الأسرة للفتاة. وهو حال أخرى كانت تمارس رياضة الجيدو إلا أن أمها بدأت ترى عليها ملامح الذكور في طريقة كلامها وتصرفاتها في المنزل وتواجدها لوقت طويل في الشارع ومصاحبة الذكور دون الفتيات الأمر الذي وضع أمها في معضلة فراحت تترقبها وأنقذتها قبل فوات الأوان بحيث سارعت إلى طبيب نفسي لعلاجها وبالفعل أخضعها إلى العديد من الحصص حتى عادت إلى طبيعتها كما أنها سارعت إلى إيقافها عن ممارسة رياضة الجيدو وعوضتها بالسباحة. رأي المختصين في علم الاجتماع يرى المختصون في علم الاجتماع تزايد انجراف البنات إلى هذا المستنقع باستغفالهم وإغوائهم أو حبهم أيضا للتقليد والتشبه بالغير وخصوصاً ضعيفات الشخصية اللواتي يحاولن أن يبرزوا ويحققوا ذاتهم بأي شكل وهناك أسباب عديدة ممكن أن تجعل الفتاة تنتابها مشاعر لتتصرف مثل الذكور على سبيل المثال محاولة الانتقام من نفسها بعد التعرض لعملية اعتداء جنسي عليها أو صعوبة ظروفها الأسرية وشعورها بالاضطهاد أو وجود خلل في إفراز الهورمونات ويمكن أن يكون السبب هو عيشها بين إخوة ذكور أو شعورها بأنها ليست جميلة فتحاول عمل شيء لتسلط الضوء عليها أو وجود خلل سلوكي ورغبتها في اثبات الذات وربما غياب الوازع الديني أو غياب دور الأسرة وعدم إعطاء الاهتمام الكافي للبنت كل هذا يجعلها تتمرد وتحاول أن تظهر طاقاتها المكبوتة بأي وسيلة كتعبير عن الانتقام والتحدي. وبالتالي لا بد من وقفة لإيجاد التدابير الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة ويقع الدور الأهم على الأسرة في متابعة سلوك بناتها ومعرفة توجهاتهم والتواصل مع المدارس للتعرف على سلوكهم داخل المدرسة ومن هم صديقاتهن ومعرفة أدق التفاصيل وعدم إهمال أي معلومة يشوبها الغموض أو الريبة بل التحقق منها لتحجيم أي حالة فيها شك ولو بنسبة ضئيلة بالوقت المناسب منعا من تطورها وبالتالي صعوبة السيطرة عليها.