أعلن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الخميس مجددا تمسكه بدعوة الشباب المتظاهرين في ميدان التحرير إلى فتح حوار معهم داخل مشيخة الأزهر، لإنهاء حالة الصدام الموجودة حاليا في ميدان التحرير، محذرا من تفاقم الوضع فيما لو استمر وجود متظاهرين "كل منهم يقف في وجه الآخر"، على حد قوله· وجدد الطيب دعوته للشباب المتظاهر في ميدان التحرير ضد حكم الرئيس حسني مبارك إلى "انتخاب من بينهم من يمثلهم وللاجتماع معه في رحاب الأزهر للتحاور"، مؤكداً أنه لن يتخلى عنهم· ولم يرد بعد رد فعل المتظاهرين المحتجين في ميدان التحرير على دعوة شيخ الأزهر، إلا أنهم رفضوا في رد فعل أولي دعوة مماثلة أطلقها عصر الخميس رئيس الوزراء، أحمد شفيق، للتحاور معهم، مصرين على ضرورة أن يعلن الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، تنحيه عن الحكم أولاً قبل القبول بالحوار· وقال مصدر مقرب من الأزهر ل" أون إسلام" إنه لا صحة لما تردد بأن هناك اجتماعا عقد صباح الخميس مع مجموعة من الشباب المتظاهرين في ميدان التحرير بمشيخة الأزهر، مشيراً إلى أن "دعوة الدكتور الطيب ما زالت قائمة للحوار مع هؤلاء الشباب"· واستطرد: "إن رؤية شيخ الأزهر قائمة على الحوار في الدرجة الأولى مع الشباب، وأنه لم يطالبهم بالرحيل من ميدان التحرير، ولكن عرض عليهم ومازال متمسكا بعرضه بشأن فتح حوار، لأنه يؤكد "أنه لا بديل عن هذا الحوار"· دعوة صادقة وأضاف: "إن الأمور ما زالت غير واضحة، والشيخ أطلق الدعوة ونحن في الأزهر بانتظار رد الفعل عليها، وهي دعوة صادقة لتحقيق الحوار"· وكان شيخ الأزهر طالب في كلمة وجهها عبر التليفزيون المصري الشباب المحتج في ميدان التحرير بالتوقف عن تلك المواجهة "المحزنة" التي تقع بين أبناء الشعب الواحد· ونبه شيخ الأزهر إلى أن هذه الأحداث تفتت وحدة الأمة، محذرًا مما أسماه بتصفية الحسابات "التي يستغلها البعض من أجل الإضرار بمصلحة الوطن"، وطالبهم بالالتزام بما يقره الدين الإسلامي والتمسك "بطبيعة الشعب المصري الكريم التي ترفض العنف والاقتتال والتمسك بما يوحد صفهم، وأن يعلو صوت العقل والمسؤولية"· وقال الطيب "إن هذه المواجهات المحزنة ستعود على الجميع بعواقب لا يعلم خطرها إلا الله تعالى"، مؤكداً أنه يجب التحاور بالحسنى وبالتي هي أحسن، ومتسائلا "أين ذهبت عنكم سماحة المصريين وحكمتهم؟"· وأضاف شيخ الأزهر: "إنني أذكّر الشباب بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل وما بال المقتول يا رسول الله، قال لأنه قصد قتل صاحبه"· وكانت ملامح قبول للحوار مع الحكومة بدت في صفوف بعض المتظاهرين، إلا أن موجة الاعتداءات التي تعرضوا لها على أيدي بلطجية ينسبونهم للحزب الوطني وعدد من أفراد الشرطة بقنابل المولوتوف والزجاجات والطوب والرصاص الحي ·· أثار حفيظتهم وزاد من الإصرار على البقاء في الميدان ورفض الحوار· وأدت هذه الاعتداءات إلى مقتل 6 أشخاص على الأقل، بينهم مجند من الجيش، وإصابة المئات بجروح في صفوف المتظاهرين· وتجددت الاعتداءات بعد قدرة المتظاهرين المحتجين على السيطرة على مداخل ميدان التحرير، غير أنها ظهرت في أشكال أخرى أكثر اتساعا مثل إلقاء الطوب من شوارع جانبية ومطاردة الصحفيين المصريين والأجانب، والقبض على بعضهم وتسليمهم للجيش على أنهم مثيرو شغب· يذكر أن الطيب قد بعث مؤخرا بخطاب إلى الرئيس مبارك أعرب له فيه عن ولائه التام له، و"أفتى" بحرمة الخروج عليه، إلا أن "فتواه" لم تلق أي صدى لدى المحتجين الذين تأكدوا أن الطيب مجرد "فقيه بلاط" باع ذمته وضميره لولي نعمته مبارك الذي عيَّنه منذ أشهر شيخاً للأزهر·