أعرب مئات الآلاف من المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير بالقاهرة ومدن أخرى عن رفضهم لخطاب الرئيس المصري حسني مبارك الذي اكتفى فيه بإعلان عدم نيته الترشح مجددا للرئاسة، مشددين على ضرورة رحيله، فيما انقسمت أحزاب المعارضة بين مؤيد ومعارض. فبعد الخطاب مباشرة، توافدت مجموعات من المتظاهرين من المناطق المجاورة على ميدان التحرير بوسط القاهرة، معبرين عن تمسكهم بمطلبهم الأساسي وهو إسقاط الرئيس مبارك ونظامه. ووصف المتظاهرون الخطاب بأنه حيلة من مبارك للتشبث بالسلطة، مؤكدين عزمهم البقاء مرابضين وعدم مغادرة الميدان حتى يغادر الرئيس منصبه. وعلت هتافاتهم المطالبة برحيله الفوري دون إبطاء، قائلين "مش هنمشي.. هو يمشي". كما هتف المتظاهرون بما سموه "قسم الثوار" الذي يقول "أقسم بالله العظيم أن أعمل على استمرار الثورة الشعبية جنديا في صفوفها، لا أغادر الميدان حتى يغادر مبارك ورموز نظام مبارك نهائيا هذا البلد".من جهتها رفضت جماعة الإخوان المسلمون خطاب مبارك، الذي اعتبرت أنه لم يلب أي شيء من مطالب المتظاهرين، مؤكدة في بيان لها بقاء مبارك في السلطة.وأكد الإخوان في بيانهم أن ''الشعب يرفض كل الإجراءات الجزئية التي طرحها رأس النظام (مبارك) ولا يقبل لرحيل النظام بديلا".وأضاف بيان الإخوان أن "إصرار النظام على المضي قدما في العناد والتصلب في رفض مطالب الجماهير يجعل الشعب بكل فئاته يرفض التفاوض مع من يريد الالتفاف حول انتفاضته ليجهضها ولا يستجيب لمطالبها".وناشد الإخوان الجيش المصري أن "يظل منحازا لمطالب الشعب حتى تتحقق ويمنع الاعتداء الآثم على المتظاهرين"، معتبرين أن النظام يراهن على الوقت ويسعى إلى تيئيس الشعب.من جهة أخرى أعلنت أحزاب المعارضة الرئيسية في مصر وهي '' الوفد'' و''التجمع'' و''الناصري'' أمس عن موافقتها المشاركة في الحوار الوطني مع الحكومة.وذكرت مصادر إعلامية أن الأحزاب الثلاثة قررت فتح حوار مع اللواء عمر سليمان نائب مبارك كخطوة أولى بعد أن أعلن هذا الأخير عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة وتعهده باتخاذ سلسلة إجراءات للإصلاح السياسي.ويأت هذا الإعلان بعد أن كانت هذه الأحزاب الثلاثة قد رفضت من قبل بالاتفاق مع قوى سياسية أخرى بينها حركة الإخوان المسلمون والمعارض السياسي محمد البرادعي الدخول في الحوار الذي دعا إليه عمر سليمان حول القضايا المثارة المتعلقة بالإصلاح الدستوري والسياسي.وفي ذات السياق أعلنت أحزاب مصرية أخرى أطلقت على نفسها الأحزاب الشرعية موافقتها على المشاركة في مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها اللواء عمر سليمان نائب الرئيس.وعقدت هذه الأحزاب وهي ''الجمهوري الحر، والغد، جبهة موسى مصطفى موسى، والجيل، ومصر العربي، مؤتمرا صحفيا أعلنت فيه موافقتها على مبادرة الحوار الوطني، إلى ذلك، دعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف القوى السياسية والأحزاب إلى الاستجابة لمبادرة الحوار الوطني التي دعا لها اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية.