الرئيس بوتفليقة يدشن الأوبرا ** قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الخميس بتدشين أوبرا الجزائر التي ستحمل صاعدا اسم المرحوم بوعلام بسايح الدبلوماسي السابق ووزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الذي وافته المنية في 28 جويلية الأخير. وجرى حفل التدشين بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة والوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة بالإضافة إلى فنانين وعائلة الفقيد. كما حضرت الحفل الرئيسة السابقة لجمهورية اندونيسيا ميغاواطي سوكارنوبوتري التي تقوم بزيارة صداقة إلى الجزائر. وبمدخل البهو الرئيسي للأوبرا الواقع في أولاد فايت (غرب العاصمة) كشف الرئيس بوتفليقة عن اللوحة التدشينية لهذه المنشأة الثقافية. وزار رئيس الجمهورية مختلف مرافق الأوبرا التي تتربع على مساحة 35.000 متر مربع وتضم قاعة عروض وحفلات تتسع ل1.400 شخص وقاعات للتدريبات وتجهيزات استعراضات وسمعية بصرية وورشات فنية وغيرها من فضاءات الاستقبال. كما حضر رئيس الجمهورية لحفل سنفوني بقيادة المايسترو أمين قويدر. للإشارة فإن الفقيد بوعلام بسايح المولود في 1930 بالبيض رجل سياسي وأستاذ أدب سابقا ودكتور في الأدب والعلوم الانسانية وهو مجاهد. كان عضوا بالأمانة العامة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية من 1959 إلى 1962. وبعد الاستقلال شغل منصب سفير بعدة عواصم أوروبية وعربية (برن والفاتيكان والقاهرة والكويت والرباط) قبل أن يصبح الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية في 1971. وفي 1979 دخل الحكومة حيث أشرف على عدة حقائب وزارية إذ عين على التوالي وزيرا للإعلام ووزيرا للبريد والاتصالات ووزيرا للثقافة قبل تعيينه على رأس وزارة الشؤون الخارجية عام 1988. وبهذه الصفة شارك بنشاط في اللجنة الثلاثية الجزائر-المغرب-السعودية التي أقرتها القمة العربية بالدار البيضاء في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان. وفي 1997 عين عضوا بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي قبل انتخابه رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بالغرفة الثانية للبرلمان. وبعد أن شغل منصب سفير الجزائر في المغرب عين في سبتمبر 2005 من قبل رئيس الجمهورية رئيسا للمجلس الدستوري. وبوعلام بسايح خلف عدة مؤلفات أدبية وتاريخية لاسيما حول الأمير عبد القادر. كما كتب سيناريو الفيلم التاريخي (ملحمة الشيخ بوعمامة) (1983). وقد كتب الرئيس بوتفليقة تصدير آخر مؤلفاته الصادر بمناسبة الذكرى ال50 للثورة L Algérie belle et rebelle de Jugurtha ل Novembre تحفة فنية في خدمة الفنون الاستعراضية تعتبر أوبرا الجزائر التي أشرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على تدشينها رسميا يوم الخميس تحفة فنية ومعمارية تزاوج بين الجمال والحداثة في خدمة الفنون الاستعراضية. كما تعد المنشأة الهائلة التي تتوسط أحواضا مائية كبيرة تعكس الأضواء على جدرانها المرمرية جوهرة هندسية تذهل عقول الزوار بزخرفتها المتوهجة وطرازها المستلهم من الفنون الحديثة. وتضم هذه المؤسسة الفريدة ثلاثة طوابق وكذا قاعة كبيرة تتسع ل 1400 شخص وقاعات للباليه والتدريبات وقاعتي كافيتيريا إضافة إلى قاعات للمحاضرات والعمل. كما أن قاعة العروض الكبيرة المضيئة مجهزة بآخر الابتكارات التكنولوجية من حيث الإضاءة الموجهة لإبراز العروض سواء كانت مسرحية أو موسيقية أو رقص. وتتوفر القاعة كذلك على قاعات خاصة مرتفعة مخصصة لضيوف الشرف تقابلها مساحات واسعة صممت خصيصا للعروض البهلوانية والرقص. وتحيط بقاعة العرض أروقة طويلة وعريضة تؤدي إلى فضاءات أخرى مخصصة لتدريبات الفنانين وللتكوين مضاءة بثريا كبيرة من الكريستال بشكل دائري تصدر أضواء بيضاء براقة. أما القاعات المخصصة للفنانين والتدريبات فهي ملائمة لمختلف العروض المسرحية والموسيقية والرقص وتم تزويد الفضاءات المخصصة للتكوين بتجهيزات بيداغوجية حديثة مخصصة للفنان المبتدئ أو المحترف. وستشكل أوبرا الجزائر -حسب القائمين على هذه المنشاة- الأداة الهامة والمهيكلة لتجسيد السياسة الوطنية في مجال الفنون الغنائية. أما المرحلة الحالية من أوبرا الجزائر فستتميز بدمج ثلاث مؤسسات فنية هي الاركسترا السنفونية الوطنية التي تتشكل من 60 موسيقيا والباليه الوطني الذي يضم فنانين من المعهد الوطني للفنون الدرامية سابقا والمجموع الوطني الجزائري من الموسيقى الأندلسية التي تتكون من موسيقيين موهوبين. كما يعد هذه الصرح العصري الذي يضاهي كبريات القاعات في العالم هبة من جمهورية الصين وهي ترمز إلى الصداقة الجزائريةالصينية وكثافة التعاون الثنائي في المجال الثقافي. وقدرت تكلفة إنجازها ب30 مليون يورو وهو مشروع وضع حجر أساسه في نوفمبر 2012 وقامت بإنجازه مؤسسة صينية تتمثل في مجمع (بيكين). وقد تم إنشاء أوبرا الجزائر في إطار اتفاق التعاون الاقتصادي والفني الموقع بين البلدين في 3 فيفري 2004.