جدّد أمس الأمين العام لمنظّمة المجاهدين سعيد عبادو دعوته للبرلمان بضرورة استصدار قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي باعتبار أن كلّ يوم يمرّ نكتشف فيه مدى وحشية الممارسات الاستعمارية، داعيا في نفس السياق جيل الشباب إلى قراءة التاريخ لاستخلاص الدروس والعبر· وحسب السيّد عبادو الذي أشرف على عملية دفن رفات 40 شهيدا قضوا نحبهم في معتقل عسكري وسط مدينة مليانة بعين الدفلى، عثر عليهم عن طريق الصدفة أثناء إعادة ترميم إحدى البنايات القديمة بمدرسة تكوين أعوان الدرك الوطني الواقعة بمدينة مليانة التاريخية، أن كلّ يوم نكتشف فيه جثث لشهداء في أقبية ودهاليز المحتشدات ومعتقلات التعذيب· فبعد 50 سنة من تحقيق النّصر والاستقلال يضيف الأمين العام للمنظّمة "تترسّخ لدينا قناعة بأهمّية محاكمة هؤلاء المجرمين، ليس حقدا عليهم وإنما للحدّ من ممارساتهم القمعية والوحشية"، مجدّدا نداءه للبرلمان بالتحرّك من أجل استصدار قانون يجرّم الاستعمار إلى جانب منظّمات المجتمع الدولي للنّظر في الجرائم المتعدّدة لأعتى قوّة استدمارية في العالم، ويجب على كافّة الشرفاء أن يفتحوا سجّل الصفحات السوداء لمستعمر لازالت أثاره قائمة إلى غاية اليوم رغم محاولته اليائسة لطمس أدوات الجريمة، مؤكّدا بالقول: "إن سجّل الاستعمار مضرّج بالدماء وخير دليل على ذلك التجارب النّووية التي وقعت في الصحراء الجزائرية بداية الستينيات، حيث لازال سكان منطقة رفان يتجرّعون مرارتها وتأثيراتها وتداعياتها السلبية"· وعليه يسترسل عبادو في مداخلته: "لابد من تكاثف جهود الجميع لكشف مدى الزّيف الاستعماري"، داعيا الشباب إلى ضرورة إعادة قراءة التاريخ حتى لا يقعوا في مطبّات المخطّطات التي تحاك ضد الجزائر التي مرّت بتجربة قاسية في السنوات الماضية جرّاء ممارسات مضلّلة بدعم من طرف قوى خارجية· وفي المقابل، شدّد ذات المسؤول على ضرورة الوفاء لرسالة الشهداء عن طريق صون الأمانة وبناء الوطن وتشييد هذا الصرح وفق مبادئ وقيم نوفمبر الخالدة، مع ضمان العدالة وتوفير مناخ الاستقرار في وبلد يسع الجميع· وللإشارة، تمّ التأكّد من فترة وفاة 40 شهيدا عن طريق التحاليل المخبرية والتشريح الطبّي، حيث أظهر أن هولاء الشهداء تعرّضوا لعملية التصفية الجسدية بواسطة الرّصاص والذبح في السنوات الممتدّة بين 1955 و1960· وقد توالت شهادات المجاهدين الذين اعتقلوا في هذا المحتشد الذي تعرّض فيه العشرات لمختلف أنواع التعذيب والتقتيل·