شدد الأمين العام لمنظمة المجاهدين سعيد عبادو تمسك الجزائر بقيمها ومبادئها فيما يخص التعامل مع تعنت الطرف الفرنسي ورفض أي مبادرة لإذابة الجليد بين البلدين وإنشاء شراكة حقيقية ما لم تصفى قضية الذاكرة التاريخية، مطالب في ذات السياق فرنسا بمواجهة آثارها السوداء بكل شجاعة والتخلص من سياسة الهروب إلى الأمان والتعامل مع ما حدث في الجزائر بأنها مجرد أخطاء تكتسي الطابع الإجرامي. وقد عاد السعيد عبادو خلال مداخلته التي ألقاها أمس الأول بمناسبة افتتاح أشغال الأيام الدراسية حول المعتقلات والسجون الإستعمارية التي نظمت بجامعة فرحات عباس بسطيف برعاية سامية لفخامة رئيس الجمهورية وبحضور وزير المجاهدين شريف ولد عباس في إطار إحياء الذكرى الخامسة والستون لمجازر 8ماي 45 إلى الذاكرة التاريخية من خلال إعادة تذكيره بما وقع خلال تلك الأيام التي قال بأنها ستبقى حية في ذاكرة شعبنا سيما جيل التحرير، فهو واجب التذكير بمسيرة شعبنا عبر مختلف تلك المراحل إلى أن تم إلحاق الهزيمة بمشروع فرنسا، مطالب في ذات الوقت بالإمعان في الأبعاد التاريخية والسياسية والاجتماعية واستخلاص النتائج، مشيرا إلى أن مجازر 8ماي 45 كانت من العوامل الأساسية التي حفزت الشعب الجزائري للبحث على سبيل جديد لمواجه الاستعمار، فكان يوما للتعبير عن طموح شعبنا وتطلعه للحرية والاستقلال فخلف ذلك أزيد من 45 ألف شهيد، فهذا اليوم هو تمجيد يعيد إلينا سلسلة من التظاهرات البطولية التي عكست استمرار شعبنا لرفض الاستعمار يضيف الأمين العام لمنظمة المجاهدين. وقد عبر عبادو عن استهجانه لما صرح به السفير الفرنسي في آخر زيارة قام بها إلى جامعة سطيف أين كان يعرف تمام المعرفة بمكانة هذه المدينة إبان الاحتلال باعتبارها طليعة المدن التي واجهت فرنسا فحاول استباق الأحداث وتذكير الطلبة بما جبل عليه الساسة الفرنسيين بما حدث يوم 8ماي على أنه كان خطأ تاريخي اكتسى طابعا إجراميا ثم طوى هذه الصفحة محاولا فتح صفحة جديدة للشراكة والتطلع إلى المستقبل حسب أطروحة مصالح البلدين، لأن بلوغ هذا الطموح من شأنه تحرير فرنسا من مسؤولياتها اتجاه كل ذلك والاعتذار للشعب الجزائري وتعويض النهب والتدمير لمقوماتنا التاريخية واللغوية والحضرية، وهو كلام بعيد كل البعد عن الحقيقة بالنسبة لمنظمة المجاهدين التي نفت على لسان أمينها العام أن الجزائر شعبا وحكومة لن ترضى سوى بالإعتذار وإسقاط قانون تمجيد الاستعمار. كما دعى عبادو في ذات السياق الدول الاستعمارية وعلى رأسهم فرنسا إلى مواجهة آثارها بكل شجاعة والتخلص من سياسة الهروب إلى الأمام، لأن هذا الأسلوب لا يمكن أن يحقق مطالبهم في بناء شراكة حقيقة مع الجزائر فما يوفر الشروط اللازمة هو وجوب مبادرت الطرف الفرنسي مراجعة سياسته القديمة ينهي الأمين العام لمنظمة المجاهدين.