ز· هيثم هناك أكثر من صفحة لجمال مبارك، نجل الرئيس المصري المخلوع، على موقع التواصل الاجتماعي "الفايس بوك"، إحدى هذه الصفحات تحظى الآن بتهكّمات آلاف المشاركين فيها· وبالبحث في "الفايس بوك" وجدنا أكثر من صفحة لحساب جمال مبارك، ووقفنا عند صفحة محدّدة تمّ إنشاؤها بعد أحداث كنيسة القدّيسين بالإسكندرية مباشرة· وبالطبع، فإن هذا التوقيت لم يكن أحد يجرؤ على أن ينتحل صفة جمال مبارك على "الفايس بوك"، خاصّة وأن من ضمن صفحات الأصدقاء الموجودة في صفحة جمال المستحدثة هذه هي صفحة زكريا عزمي رئيس الديوان، ومن ثمّ فقد قبلوا بعض كأصدقاء على "الفايس بوك"· الملفت أن جمال مبارك استخدم صفحته المستحدثة هذه في بثّ بعض الإشارات التوجيهية أثناء أحداث الثورة التي ربما كان يتمّ استثمارها بشكل ما، وما يلفت النّظر أيضا هو أن الصفحة تحدث حتى الآن من قبل جمال مبارك وهو أمر يثير العديد من التساؤلات والتكهّنات عمّا يدار في الخفاء الآن من قبل بقايا مرحلة لم تتعرّض للمحاكمة حتى الآن· لكن على أيّ حال سنحاول عرض الإشارات التي ضمّنها جمال مبارك على صفحته في "الفايس بوك" وكذلك والدته سوزان مبارك، إضافة إلى زكريا عزمي رئيس الديوان وأكثر رجال مبارك أهمية· بالنّسبة لصفحة جمال مبارك ففي 5 جانفي 2011 كتب جمال مبارك: "كلّنا متضامنون في مواجهة الإرهاب"، وفي 12 جانفي كتب جمال مبارك: "كلّ المسلمين والمسيحيين إخوة وأشقّاء على أرض مصر"، وفي 16 جانفي كتب جمال مبارك: "من أهداف الحزب الوطني هو استقطاب الطبقات المثقّفة ومصلحة المواطن المصري البسيط"، أمّا في 17 جانفي وفي أعقاب سقوط بن علي قال جمال مبارك: "نستنكر العنف الذي انتهجه الشعب التونسي·· التغيير قد يأتي بما هو أكثر عقلانية دون إراقة دما"· وانقطع جمال فترة عن التحديث لكنه ظهر في يوم 10 جانفي ظهرا، في ذات اليوم الذي ألقى فيه مبارك خطابه الأخير، وقيل إن جمال هو الذي كتب الخطاب، كتب جمال على صفحة "الفايس بوك" بلغة متعجّلة ومتوتّرة بها الكثير من الأخطاء كتبناها كما هي دون تصويب "بالطبع جميع الهتافات الموجّهة هي من صنع برامج الصوتيات وغيرها التي تقوم بها القنوات الفضائية التي من شأنها إثارة البلبلة في مصر العظيمة·· الشعب المصري شعب عظيم يبجّل قادته"، ونلاحظ أنها ذات العبارة التي استخدمها عمر سليمان في تحذيره للشباب من الفضائيات، فضلاً عن استخدامه للتعبير الاستعلائي "يبجّل"· في ذات التوقيت وفي الواحدة ظهرا من يوم 10 فيفري كتب جمال مبارك: "أتعجّب من الأرقام المبالغ فيها من الفضائيات العربية التي لا شأن لها هذه الأيّام سوى إثارة الفتنة في مصرنا الحبيبة"· وبعدها بساعة كتب: "أنا هنا من أجل الحوار"، وأضاف خبرا نشر بالأهرام الإلكتروني بعنوان "عمرو موسى: على الرئيس مبارك البقاء في السلطة حتى نهاية ولايته"، وفي ذات اللّحظة وضع شعار "لا للتخريب"، في مساء هذا اليوم 10 فيفري· وفي الساعة ال 8.40 مساءً كتب جمال مبارك: "لقد كان الرئيس حصن أمان مصر في استقرارها·· يستحيل أن يتخلّى عن المصريين في هذه الظروف"· وانتهت الأحداث ولم يعلّق جمال مبارك، لكن المدهش والملفت في ذات الوقت هو أنه في يوم الثلاثاء 15 فيفري وبعد " التخلّي" بأربعة أيّام وفي العاشرة صباحا كتب جمال مبارك عبارة غريبة: "على قد ما زعلان على مصر على قد ما فرحان إن البلد لسه فيها ناس بتخاف عليها وهتحافظ عليها زب ما الريس حافظ عليها وضحّى ب 62 سنة من عمره عشان يعيّشنا في أمان"·