يتكبد عشرات التلاميذ المتمدرسين بمتوسطة عاشور محمد بقرية سيدي موسى ببلدية الناظور في ولاية تيبازة، معاناة يومية بسبب غياب الإطعام المدرسي، حيث يصطفون بالعشرات على أرصفة الطرقات أمام محلات الإطعام السريع للظفر بوجبة لا تغني ولا تسمن من جوع يضطر بعض هؤلاء التلاميذ إلى تقاسم نصف وجبة بينهم على أرصفة الطرقات، حيث لم تتدخل أي سلطة للسماح لهم بتناول وجبة ولو باردة في المدرسة الإبتدائية محمد عاشور المحاذية لمتوسطتهم، علما أنهم لا يعودون إلى منازلهم إلا بعد انقضاء فترة التمدرس المسائية. كما يعاني هؤلاء من غياب النقل المدرسي نحو الأحواش التي يقطنونها والتي تبعد بأكثر من 3 كلم، مثل حوش سور الرومان، عزيب، مرزوق، إيموساين، برقوق، دبير، ومزرعة بوحندير، وهي مناطق متفرقة يسكنها أولئك الذين تعبت أجسادهم الغضة عن تحمل مشقة التنقل سواء على الأقدام أو بالنقل الخاص الذي يعتبر معضلة إضافية بالنسبة لهم لكونهم من الطبقة الفقيرة، خاصة أن متوسطة عاشور تعد الوحيدة في التجمع السكاني الكبير لسيدي موسى. وعاينت “الفجر” تلاميذ تقاسموا “ساندويشا” بينهم نظرا للحاجة التي أجبرتهم على الإشتراك لشرائه أمام محل لبيع الأطعمة المطل على الطريق الوطني رقم 11، ولما سألناهم أجابونا أنهم يقطنون في قرى مترامية ببلدية الناظور، ولم تفكر السلطات في توفير مطعم مدرسي أو حتى تأمين وجبات سريعة. أما الذين لا يجدون ما يقتنون به ما يسد رمقهم، فيلجؤون إلى إحضار قطع من الكسرة في جيوبهم، يلتهمونها ولا يغادرون محيط المؤسسة، ويستأنفون الدراسة إلى غاية المساء . وتحدث بعضهم ل”الفجر” عن مخاطر الطريق الوطني رقم 11 الذي يسلكونه باتجاه قراهم والذي يعد خطرا داهما بالنسبة لهم، إذ تم تسجيل العديد من الحوادث المؤلمة، خاصة أنهم يقصدون منازلهم مشيا على الأقدام على حوافه، وهو ما يشكل تهديدا لسلامتهم في حالة انحراف المركبات السريعة، مما يتطلب توفير عاجل لحافلات نقل مدرسي لفائدة المتمدرسين بجميع الأطوار.. علما أن التلاميذ الثانويين يعانون مشكل النقل نحو ثانوية سيدي أعمر ما عدا الحافلة الوحيدة التي تنقلهم صباحا ب20 دج. فيما يضطر الآخرون إلى التنقل مرتين للوصول إلى مقاعد الدراسة، أما فترة الرجوع المسائية فتعد عقبة لديهم بعد امتناع الناقلين الخواص المتجهين نحو المدن الشرقية عن حملهم نحو قراهم.