ثلاثة وعشرون عامًا قضاها الفقيه الشيخ عمر عبدالرحمن داخل السجون الأمريكية ظلمًا وعدوانًا بعد اعتقاله عام 1993م بتهمة التخطيط لتفجيرات نيويورك والتي ظل رهن الاعتقال والتنكيل بها طوال تلك الفترة وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بجانب حرمانه من كافة حقوقه حتى وافته المنيه أول أمس السبت حسب تصريحات مقربين له والتي اختلف عليها البعض وأشار إلى أن الوفاة تمت الجمعة. تم الإعلان عن ذلك بعد أن أكدت مصادر مقربه من العائلة أن أبناء الشيخ قد تلقوا اتصالاً من الإدارة القانونية بالسجن أبلغتها خلاله بوفاته وهو ما أكدته نجلته أسماء عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في نبأ مقتضب: الشيخ عمر عبدالرحمن توفاه الله . وعلى الرغم من أن الخبر الذي نزل بحزن شديد على المسلمين في شتى قطاعات الأرض إلا أنه انتصارًا للشيخ الذي تخاذل جميع حكام العرب في حقه وفشلوا في التفاوض على إطلاق سراحه طوال تلك الأعوام الثلاثة وعشرون في السجون الأمريكية. المضايقات بحقه بدأت في مصر وبدأت المضايقات على الشيخ عمر عبدالرحمن من مصر بعد صعود نجمه كمحب للشرع ومدافع عن قضايا الإسلام وهذا ما ترفضه الأنظمة المستبدة ببلادنا حيث تم إيقافه عن العمل في الكلية عام 1969 وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل واستمرت المضايقات على هذا الحال اعتقاله على يد أنور السادات وفى 13 أكتوبر عام 1970م قام الرئيس الراحل أنور السادات باعتقاله في حملة اعتقالات كبيرة قام بها بحق شخصيات ورموز إسلامية بالبلاد عقبل وفاة الرئيس جمال عبد الناصر. وبعد الإفراج عنه وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرض له بعد خروجه من السجن إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم فتمكن من الحصول على الدكتوراه وكان موضوعها موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة وحصل على رسالة العالمية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف إلا أن تم مُنعه من التعيين. واستمر المنع حتى صيف 1973م حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين واختار أسيوط ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977 ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980 ثم عاد إلى مصر. اعتقاله من جديد بتهمة اغتيال السادات وفي سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ فتمكن من الهرب حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2أكتوبر 1984. الطريق إلى أمريكا وسافر الشيخ عمر عبدالرحمن إلى الولاياتالمتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993 وأعلن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة بمصر عام 1997. وحكم عليه القضاء الأمريكي بالسجن مدى الحياة بتهمة التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. مرضه ومعاناته وفي 29 جوان 2012 تعهد الرئيس محمد مرسي في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهده والعمل على تحرير عمر عبد الرحمن في ظل تدهور حالته الصحية. إذ كان يعاني من أمراض عدة من بينها سرطان البنكرياس والسكري والروماتيزم والصداع المزمن وأمراض القلب والضغط وكان عاجزًا عن الحركة إلا علي كرسي متحرك وفي حبس انفرادي. أحمد الخولى: أمريكا كانت متأكدة أن الشيخ سيظل شوكة فى حلقها وفى هذا السياق يقول الدكتور أحمد الخولى -أمين التنظيم بحزب الاستقلال (العمل والعمل الجديد سابقًا)- أن الشيخ عمر عبدالرحمن قد علم مبكرًا أن هذا سياسة أمريكا ستُشكل عقبه كبيرة أمام تقدم الأمة العربية والإسلامية. وأضاف الخولى في تصريحات خاصة: أن حزب الاستقلال يُقدر جهاد هذا الرجل الشيخ الذي آثر أن يدعو إلى الإسلام في قلب أمريكا نفسها وغير آبه وغير خائف من قوى الطاغوت الأمريكي وتحمل في سبيل ذلك السجن لفترة طويلة رغم الأمراض التي كانت تصيب جسده الضعيف ورغم أنه كفيف البصر ولذلك رفض الطاغوت الأمريكي الإفراج عنه رغم مطالبة الثوار في مصر بذلك حيث قام الثوار بالاعتصام أمام مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة لمدة شهرين حينها. واختتم أمين التنظيم بحزب الاستقلال قوله: يعلم الأمريكيون أن هذا الرجل هو شوكة في حلقهم وحلفهم مع الصهاينة في المنطقة ونحن نظن أن تلامذة الشيخ عمر عبدالرحمن سوف يسيرون على نهج شيخهم العظيم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فى العلم الذي تركه ويبارك في تلامذته بالعالم العربي والإسلامي المقاومة للحلف الصهيوني الأمريكي.