توفي الشيخ عمر عبدالرحمن، الزعيم الروحي لتنظيم الجماعة الإسلامية في مصر، في أحد سجون بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة. وكانت ابنة رجل الدين المصري أول من أعلنت خبر وفاته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ثم أكدت مصادر مقربة من الجماعة الإسلامية لبي بي سي وفاته عن عمر ناهز 80 عاما. وقال نجله محمد عمر عبدالرحمن، في اتصال مع بي بي سي، إن محامي العائلة بالولاياتالمتحدة تواصل مع السلطات الأمريكية لتأمين نقل الجثمان للقاهرة ودفنه في مسقط رأسه بالدقهلية، بناء على وصيته. وأضاف في اتصال "السفارة الأمريكية في القاهرة قالت إنها غير معنية بهذا التواصل، لذلك لجأت العائلة للسلطات المصرية التي تعهدت بتيسير الاجراءات". وأوضح أنه لا يُعلم حد الآن إن كانت الولاياتالمتحدة سترسله إلى مصر أم لا، ومازالوا ينتظرون رد الجهات الرسمية. وأكد أن حالة والده تدهورت بشدة خلال الأيام الأخيرة وكان يعاني من عدة أمراض خطيرة، قبل أن يعلموا بخبر وفاته رسميا في الرابعة من عصر السبت بتوقيت القاهرة. ولد عمر عبد الرحمن في مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر، عام 1938، وتخرج من جامعة الأزهر وكان ذا توجه إسلامي معارض لأنظمة الحكم المتوالية بدءا من نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واعتقل لأول مرة في مصر في أكتوبر 1970. وبعد خروجه من السجن حصل على الدكتوراة واشتغل في كلية البنات وأصول الدين بمحافظة أسيوط، بصعيد مصر، وذلك قبل أن ينتقل للعمل في المملكة العربية السعودية حتى 1980. تولى عبد الرحمن، الشيخ الضرير، قيادة الجماعة الإسلامية التي تأسست في نهاية سبعينات القرن الماضي، وينتمي إليها معظم من أدينوا بقتل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، عام 1981. واعتقل للمرة الثانية في سبتمبر 1981 ضمن قرارات التحفظ، التي أصدرها الرئيس السادات وشملت سياسيين وكتاب ومفكرين. وتمكن عبد الرحمن من الهرب حتى ألقي القبض عليه مرة أخرى بعد اغتيال السادات في أكتوبر 1981، ومثل أمام القضاء حتى حصل على البراءة النهائية عام 1984 . سافر عبد الرحمن إلى الولاياتالمتحدة، وأقام في ولاية نيوجيرسي، حتى ألقي القبض عليه عام 1993، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، رغم أنه تبرأ من الهجوم ونفى جميع الاتهامات التي وجهت له بالتحريض عليه. وفي عام 1997 أعلن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية في مصر. وتزايدت آمال عائلته بالإفراج عنه من السجون الأمريكية في أعقاب ثورة 25 يناير ووصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم، وتولي الرئيس المعزول محمد مرسي الرئاسة، وإطلاق وعد بالإفراج عنه في عام 2012. وكان عبد الرحمن قد أرسل رسالة من داخل سجنه أيد فيها انتخاب مرسي، ثم هنأه بعد ذلك بالفوز وتولي الرئاسة في مصر. وأكد مرسي في أول خطاب له بميدان التحرير، في 29 جوان 2012، على أنه سيبذل جهده لإطلاق سراح عبد الرحمن. وإبان حكم مرسي اعتصم عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية أمام مقر السفارة الأمريكية لشهور مطالبين بالإفراج عنه، لكن الحكومة الأمريكية رفضت جميع المطالب الرسمية وغير الرسمية بإخلاء سبيله.