قد يبدو ولأول وهلة عنوان المقال غريبا إلا أنه حقيقة القليل من الإهمال يجعلك أمًا ناجحة ومحبة لأطفالها الصغار تفهمهم ويفهمونها فالبيت ليست معسكرا للأوامر والنواهي ولابد من ترك الحرية المطلقة للطفل من اجل اللعب والانطلاق فالنظام الصارم والمطرد في البيت لا يخدم الطفل الصغير ويقيد حريته في اللعب وفي إبداء مواهبه بل وبترك في نفسيته آثارا وخيمة. تحكي إحدى السيدات وتقول: (تتباهى إحدى الأمهات اللاتي أعرفهن بكونها أمًا صارمة فيما يتعلق بنظام المنزل ونظافته بالطبع النظافة والنظام أمران في غاية الأهمية ولكن خلال زيارتي لها في إحدى المرات كاد طفلها الصغير أن ينهار من البكاء والرجفة لأنه فقط كسر واحدة من التحف الصغيرة وهو يلعب ويجري مع طفلي وظل طوال الوقت مختفيًا في غرفته خائفًا من العقاب ضربًا.. الأمر تحول بعد ذلك للتبول اللاإرادي ليلًا والعنف مع زملائه في المدرسة). النظام الصارم لا يخدم الأبناء توضح إحدى الدراسات الحديثة أنّ قليلًا من الفوضى والتخلي عن النظام الصارم تصب في مصلحة نفسية الأبناء والأم خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة وسنّ ما قبل الحضانة إذ يرغب الطفل في استكشاف البيئة من حوله وتجربة كل ما تقع عليه عيناه وهنا دور الأم تجهيز المنزل بحيث يناسب المرحلة العمرية للطفل ورفع كل ما هو مؤذ أو ثمين بعيدًا عن متناول يديه لحمايته وسلامته. تنصح إحدى خبيرات التربية بأن تتركي أطفالك يوسخون ملابسهم وغرفتهم بالألعاب والانطلاق إذ يفيدهم ذلك في التعلم والاكتشاف وإخراج طاقتهم بشكل صحيح ويزيد من مناعة أجسامهم أيضًا ضد الأمراض. الحقيقة أن المنزل الذي يحتوي على أطفال صغار ليس من المفترض أن يكون نظيفًا ومرتبًا طوال الوقت بالعكس فالأطفال الهادئين زيادة عن الطبيعي واللازم يجب عرضهم على طبيب متخصص لمعرفة أين المشكلة. وتؤثر القوانين الصارمة والعقاب العنيف في المنزل على صحة الأطفال النفسية على سبيل المثال الآتي: زيادة العنف لدى الطفل مع الآخرين العناد مع الأم والأب الكذب خوفًا من العقاب التبول اللا إرادي السرقة الانطواء والخوف من التعامل مع الآخرين ما يسبب للطفل مشكلات اجتماعية لاحقًا. لا ندعوكِ في هذا التقرير أن تتركي منزلك متسخًا وفي فوضى عارمة تضر بصحتك وصحة أطفالك أو أن تتركي المنزل دون نظافة ونظام ولكن ندعوكِ لترك بعض الحرية لصغارك في اللعب والانطلاق دون قوانين وعقاب صارم يضر بصحتهم النفسية لاحقًا. كيف يجعلك بعض الإهمال أمًا ناجحة؟ - تخلصي من الكراكيب التي تسبّب الفوضى في المنزل وخاصة أثناء لعب أطفالك الصغار. - خصّصي مكانًا متسعًا لصغارك ليلعبوا بحرية. - احفظي كل ما هو ثمين وغال بعيدًا عن متناول أياديهم. - دربيهم بالتدريج على مساعدتك في تنظيم الغرفة بعد الانتهاء من اللعب في آخر اليوم. - اجعلي العقاب مناسبًا لما فعلوه ولأعمارهم دون ضرب أو صراخ أو عنف. - أخرجي أطفالك للحدائق والمتنزهات ليخرجوا طاقتهم في الجري واللعب بشكل صحيح.