لقد صارت الزوجة او العروس قبل ان تزف الى بيت زوجها، مضطرة الى أن تفعل ما تريده حماتها، وتغير من نفسها حتى ترضيها، لا تغيّر فقط من لباسها او عاداتها او أخلاقها، او بعض تصرفاتها بل حتى من شكلها، حيث ان الحماة صارت تتحكم في وزن عروستها، ولا ترضى ان احبها ابنها على ذلك الشكل، بل تريد أن تتحكم فيها حتى لمجرد التحكم، فتأتي طلباتها احيانا غاية في الغرابة والعجب. حتى وزن العروس صارت تتحكم الحماة فيه، او تحاول، فتأمرها ان تنقص من وزنها او تزيد منه، بحسب ما تريده هي، لا بحسب ما يريده ابنها، ولعل الزوجة تفعل ذلك تفاديا للمشاكل وقد تثور ولا تفعل، كل ذلك بحسب طباع الزوجة، وقد تحدث حتى مشاكل تؤدي الى الطلاق بسبب امور تافهة، خاصة ان كان غرض الحماة في البداية والنهاية ان تنغص على زوجة ابنها حياتها، ولم يكن هدفها ان تسعدها او تسعد ابنها، وهو الحال عادة، وهو ايضا ما يجعل الزوجة تثور، ولا تقبل ما قد تعتبره اهانة، بل وعبودية، وهو ما قالته لنا صفية، التي امرتها حماتها ان تزيد في وزنها، فحسبت الامر نصيحة، وفعلت، رغم ان زوجها استغرب ذلك، ولكنه لم يعترض، ولكن الحماة عادت وطلبت من صفية ان تنقص من وزنها، وهو ما اثارها وجعلها تفكر في انها تريد السيطرة عليها من اجل السيطرة، وعندما تحدثت اليها في الامر، قالت بان المراة لا بد ان تحافظ على وزن محدد حتى تُعجب زوجها، ولكن هذا الاخير لم يشتك يوما، لا لزوجته ولا لأمه، حالة اخرى لسعاد، وهي فتاة دخلت بيت الزوجية منذ قرابة السنة ونصف السنة، وفي كل يوم تأمرها حماتها باشياء غريبة، حتى حسبت انها مجنونة، ولكنها عملت على ان تفعل ما تامره به، حتى لا تغضبها ولا تغضب زوجها، ولكنها وصلت احيانا لان طلبت منها امورا غريبة عجيبة، مثل ان ترتدي الفساتين التي تنتقيها هي لها، ومن مثل ان تاكل ما يعجبها هي، أي حماتها، حى تحافظ على رشاقتها، حتى ساءت الاوضاع بين المراتين، وقال لنا سعاد انها ضاقت ذرعا بكل ذلك، وحاولت مرة ان تعصي امرها حتى ترى ما يمكن ان تفعله، فما كان من الحماة الا ان اخبرت ابنها وضخمت الاوضاع، وجعلت الامر كارثيا، ففضلت سعاد بعد تلك الحادثة ان ترضخ لكل ما تامرها به، حتى لا يتكرر ما حدث، الى ان يقضي الله امره بينهما. حوادث اخرى، وحتى لو كانت بداياتها تافهة، الى انها قد تنتهي نهايات ماساوية، كالطلاق مثلا، والذي صار يقع لاتفه الاسباب، بل اكثر من ذلك، صار الزوج يطلق زوجته دون ان يتبين ان كانت على حق، او كانت مخطئة، رغم ان الطلاق والانفصال يحتاج الى هدوء وروية، وليس الى تسرع.