(وبشرناه بإسحق نبياً من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين). لقد كانت البشارة بإسحق من الملائكة لإبراهيم وزوجته سارة لما مروا بهما ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروا عاليها سافلها لسبب كفرهم وفجورهم. ويقول الرواة إن الملائكة كانوا ثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام ولما التقوا بإبراهيم (عليه السلام) حسبهم فى بادئ الأمر ضيوفاً فشوى لهم عجلاً سميناً من خيرة أبقاره ولما قربه إليهم لم ير لهم همة إلى الطعام فنكرهم إبراهيم (وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط لتدمير هؤلاء الأشرار. وبشرت الملائكة سارة بإسحق ومن بعده يعقول. (فأقبلت امرأته فى صرة) أي في صرخة (فصكت وجهها) كما تفعل عامة النساء عند التعجب وقالت (يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخاً). (إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد). وكذلك تعجب إبراهيم بهذه البشارة (قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين). وبهذا استدل الروائي العالم الجليل محمد بن كعب القرظي ومن بعده عدد كبير من أن الذبيح هو إسماعيل وأن إسحق لا يجوز أن يؤمر بذبحه بعد أن وقعت البشارة بوجود ولده يعقوب مما يضحد آراء المستشرقين الذين يشككون فى ذلك!!