ورد ذكره في القرآن الكريم 76 الفتّاح وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ [سبأ: 26] مرتان ورد بعدة معان : 1- الحاكم الذي يقضي بين عباده بالحقِّ والعدل . 2- الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده وما انغلق عليهم من أمور . 3- الناصر لعباده المؤمنين وللمظلوم على الظالم . الفتح هو : نقيض الإغلاق. وقيل : هو النَّصر . وقد ورد الاسمُ مرة بصيغة المفرد وأخرى بصيغة الجمع رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ [الأعراف: 89]. أثر الإيمان بالاسم : - الله تعالى الفتاح يفتح ما تغلق على العباد من أسبابهم فيغني فقيرًا ويفرِّج عن مكروب ويسهِّل مطلبًا وكلُّ ذلك يُسمَّى فتحًا . - الله سبحانه بيده وحده مفاتيح خزائن السماوات والأرض لا يفتحها ولا يغلقها غيره مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَة فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [فاطر: 2] . - تَوَجَّهَت الرُّسُل إلى الله الفتَّاح - سبحانه - بطَلَب الفتح فيما حصل بينهم وبين أقوامهم المعاندين من الجدال والخصومة فاستجاب الله لهم بإهلاك الجبابرة وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّار عَنِيد [إبراهيم: 15] - ودعا نوح عليه السَّلام ربَّه : قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: 117 118] فأنجاه الله وأتباعه وأهلك المعاندين وهذا من حكمه تعالى في الدنيا . - وكذلك يوم القيامة فإنَّ اللهَ هو الفتَّاحُ الذي يَحْكم بين الناس فيما كانوا يختلفون فيه في الدنيا قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ [سبأ: 26] وقد سمَّى الله _ تعالى - يومَ القيامة بيوم الفتح قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ [السجدة: 29] . - نسب الله الفتوحَ لنفسه لينبِّه عبادَه على أنَّ النَّصْرَ والفتحَ من عنده لا من عند غيره وقال مخاطبًا خاتمَ رُسُله صلى الله عليه وسلم : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا [الفتح: 1] وجاءت البشارة الإلهيَّةُ لمن قاتل في سبيله ونصر دينَه بأنَّ هذا الفتحَ للدُّنيا والآخرة نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [الصف: 13] - كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه : إذا دَخلَ أَحَدُكُمُ المسجدَ فَليقُل اللهمَّ افتحْ لي أبوابَ رحْمَتكَ وإذَا خرج فليقُل اللهمَّ إني أسألكَ مِنْ فضلك (مسلم ) . - قد يفتح الله أبواب النِّعَم والخيرات على بعض النَّاس استدراجًا لهم فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [الأنعام: 44] .