الحمد لله أو الحمدلة هي الثناء على الله بصفات الكمال وبأفعاله مابين فضله وعدله . فهو سبحانه له الحمد الكامل بجميع الوجوه على كل ماأنعم وتفضل به علينا من نعم وعطايا .. ولحمد الله صيغ كثيرة نذكر بعضها . الملائكة تبتدر الحمد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة حمد الله بعد الاعتدال من الركوع حديث عظيم وهو ما جاء عن رِفاعةَ بن رافع الزُّرَقِىِّ قَال : كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ . قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ . فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ؟ قَالَ : أَنَا . قَالَ : رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ . وقد دل الحديث على فضل هذا الذكر في الصلاة وأن المأموم يشرع له الزيادة على التحميد بالثناء على الله عز وجل وأن مثل هذا الذكر حسنٌ في الاعتدال من الركوع في الصلوات المفروضات لأن الصحابة رضي الله عنهم إنما كانوا يصلون وراء النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات المفروضة غالباً وكانوا يصلون وراءه التطوع قليلا وفيه أيضاً دليل على أن جهر المأموم أحيانا وراء الإمام بشيء من الذكر غير مكروه كما أن جهر الإمام أحياناً ببعض القراءة في صلاة النهار غير مكروه وعن هذا الحديث قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : قوله : ( مباركا فيه ) زاد رفاعة بن يحيى : ( مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ) فأما قوله : ( مباركا عليه ) فيحتمل أن يكون تأكيدا وهو الظاهر وقيل الأول بمعنى الزيادة والثاني بمعنى البقاء وأما قوله : ( كما يحب ربنا ويرضى ) ففيه من حسن التفويض إلى الله تعالى ما هو الغاية في القصد وقال أيضا عن الملائكة المذكورة في هذا الحديث : الظاهر أن هؤلاء الملائكة غير الحفظة ويؤيده ما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا : (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ) ويستدل بهذا على أن بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة والحكمة في سؤاله صلى الله عليه وسلم عمن قال هذا الحمد هي أن يتعلم السامعون كلامه فيقولوا مثله . حمداً نلقى الله به وفى كتاب الصلاة ( صحيح مسلم ) باب التسميع والتحميد والتأمين : حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ويروى ابن ماجه عن ا بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَّثهم أن عبدا من عباد الله قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك فَعَضَّلَتْ بالملكين فلم يَدْرِيا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا نَدري كيف نكتبها . قال الله عز وجل - وهو أعْلَم بِمَا قال عَبْده - : ماذا قال عبدي ؟ قالا : يا رب إنه قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله عز وجل لهما : اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجْزِيه بها .. الحمد وفتح مكة فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (خبرني ربي أني سأرى علامةً في أمتي فإذا رأيتُها أكثرتُ من قول : سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فتح مكة {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا _ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) وعنها - رضي الله عنها - قالت : (فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن) - متفق عليه فياربنا .. لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وكما تحب وترضى ..