الثمانينيات ... كأسان وسط الصعود والنزول ** حديثنا عن تاريخ اتحاد العاصمة يتواصل وتتواصل معه التشويق لمعرفة الكثير والكثير من محطات الفريق فبعد أن تعرفنا في حلقة أمس عن كيفية خسارته لنهائيي 1978 أمام شباب بلوزداد و1980 أمام وفاق سطيف جاء النهائي الموالي في سنة 1981 وهو النهائي الثامن في مسيرة الفريق نهائي تم نقله إلى ملعب 24 فيفري بمدينة سيدجي بلعباس وهو أول نهائي يجرى خارج العاصمة وكما سبق أن تعرفنا في حلقة أمس أن سبب نقل هذا النهائي إلى ملعب سيدي بلعباس لتدشين هذا الملعب وثانيا لكون ملعب 5 جويلية كانت تحت تجرى عليه الترميمات بتغطية أرضية ميدانه بالعشب الطبيعي وكان لنقل هذا لانهائي إلى ملعب سيدي بلعباس فال خير على الاتحاد ففوقه توج بأول كاس جزائرية فكتان بداية خير لعدة تتويجات سنتعرف عليها لاحقا بداية من التتويج الثاني سنة 1988 أمام الجار شباب بلوزداد لكن قبل هذا التتويج شهد فريق الاتحاد عدة سقطات سنتعرف عليها في حلقة هذا العدد إضافة إلى الطريقة التي توج بها بثاني كاس له سنة 1988 ولنبدأ من سنة 1983. من سنة 1983 إلى 1985 الاتحاد في القسم الوطني الثاني سنة واحدة بعد تتويج اتحاد العاصمة بأول كاس جزائرية سنة 1981 على حساب جمعية وهران بهدفين لهدف بعد الوقت الإضافي في نهائي لعب بملعب 24 فيفري بمدينة سيدي بلعباس وهو أول نهائي جرى مرة خارج العاصمة أقول بعد هذا التتويج اختفى اتحاد العاصمة عن الأضواء فبعد عودته إلى القسم الوطني الأول في السنة التي توج فيها بالكأس سنة 1981 سرعان ما عاد في السنة الموالية إلى حيث كان إلى القسم الوطني الثاني. وبالرغم من الأسماء الرنانة التي كانت تزخر بها تشكيلة الاتحاد نذكر منهم سوماتية ولعليلي ودرواز و المرحوم جمال كدو إلا أن ذلك لم يجد نفعا وبقي الاتحاد حبيس القسم الوطني الثاني خلال موسمي 1983/1984 و1984/1985 ففي الموسم الأول بعد نزوله القسم الوطني الثاني تاه الاتحاد بين أندية صغيرة صعدت حديثا فراحت تتلاعب بفريق وصل سبع مرات إلى نهاي كاس الجزائر وحاز على ألكاس في النهائي الثامن وكان أول فريق توج بلقب البطولة الوطنية بعد الاستقلال لكن كل هذا تحول في موسم 1983/1984 مجرد ذكريات كان يستعيد ذكرياتها كل من عايش الجيل الذهبي للاتحاد جيل مزياني وعبدوش والحارس العقبي والآخرون. 1985 الاتحاد يعود إلى قسم الكبار بعد موسمي قضاهما في القسم الوطني الثاني عاد اتحاد العاصمة في ضائقة 1985 إلى القسم الوطني الثاني صعود أثلج صدور أنصار الفريق فراح الكثير يقيم الولائم والأفراح كيف لا وقد عاد فريقهم إلى حظيرة أندية الكبار بغد أن أنهى موسم 1984/1985 في الصف الأول متفوقا على أندية كبيرة منها جيل هندسة الجزائر الذي وصل في تلك الصائفة إلى المباراة النهائية وخسرها أمام مولودية وهران بملعب أول نوفمبر بمدينة باتنة وتلكم واحدة من ألف حكاية سنرويها لكم في حلقات قادمة حين نسرد القصة الكاملة لكاس الجزائر. حق فريق الاتحاد الصعود بنخبة من اللاعبين الكبار نذكر منهم لعليلي وسوماتية وبن قانة ورابح كوريفة ابن وداد مفتاح دون أن ننسى حارس النصرية المنتقل إلى فريق الاتحاد ياسين بن طلعة الذي سبق له وان حرس شباك المنتخب الوطني طويلا في ببداية تلك العشرية. موسم 1985/1986 المولودية يذل الاتحاد برباعية بملعب 5 جويلية عودة اتحاد العاصمة إلى قسم الكبار بعد موسمين قاضهما في القسم الوطني الثاني فاستعاد ملعب 5 جويلية الداربي المحلي بين الجارين الاتحاد والمولودية وهو الدار الذي انتظره ليس جمهور الفريقين فحسب بل جل الجماهير الجزائرية بالنظر لما تعرفه مواجهات الفريقين من جهة ومن جهة ثانية عودة الروح إلى الداربي العاصمي الذي كاد يتناسها الكثيرون بعد سقوط الاتحاد إلى الدرجة الثانية. التقى الفريقين ضمن الجولة السابعة أي في منتصف مرحلة الذهاب واختير ملعب 5 جويلية لاحتضان مواجهة الفريقين فحضرها أكثر من 80 ألف متفرج قدموا من كل صوب وحدب من اجل التمتع بالداربي العاصمي الغالبية العضمى كانت من عشاق المولودية التي كان يقودها الثعلب بوسري وهو اللاعب الذي عبث وصال وجال بملعب 5 جويلية وأنهى فغريق المولودية المباراة لمصلحته بنتيجة لا تقبل أي جدل 4/1 تداول على تسجيلها كل من بوسري في الدقيقتين ال31 و51 فيما سجل الهدفين الآخرين بن شيخ في الدقيقة ال64 وناصر بويش في الدقيقة ال65 وهو اكبر فوز لفريق المولودية في تاريخ المباريات المحلية أمام الاتحاد. مواجهة العودة بين الفريقين والتي جرت هي الأخرى بملعب 5 جويلية انتهت بالتعادل هدف لمثله سجل للمولودية اللاعب بلحاج فيما سجل للاتحاد اللاعب.. وبقى في سنة 1986 حيث أوقعت قرعة الدور ال32 لكاس الجزائر الاتحاد والمولودية وجها لوجه واحتضنها ملعب 20 اوت وحسمها فريق المولودية لمصلحته بهدف دون رد وقعه لاعب رائد القبة رشيد صبار في الدقيقة ال83 وهي واحدة من المباريات التي اقصي فيها فريق الاتحاد في أول دور من منافسة ألكاس. 1986/1987 الاتحاد والعودة إلى القسم الوطني الثاني لم يعمر فريق الاتحاد طويلا في القسم الوطني الأول فسرعان ما عاد إلى حيث كان القسم الوطني الثاني بعد أن أنهى موسم 1986/1987 في المركز الأخير وشكل هذا الصعود صدمة كبيرة في مسيرة الاتحاد لكن مسيري الفريق اقسم وان يعيدوا الفريق إلى مكانته الحقيقية في الموسم الموالي ولتحقيق هذا المبتغى والهدف المنشود تم الاستعانة بالعديد من الأسماء الكبيرة التي كان لها وزنها آنذاك في الساحة الوطنية يتقدمهم ابن شباب بلوزداد مصطفى كويسي. ترى هل كان لهذا الاستنجاد الأثر الايجابي على مسار الفريق؟ وهل حقق الاتحاد الصعود إلى القسم الوطني الأول؟ هذا ما سنتعرف عليه حالا. 1987/1988 العودة إلى القسم الوطني الأول والفوز بثاني كاس ردا على الأسئلة التي طرحتاها عليكم منذ قيل نقول أن الطريقة التي انتهجتها إدارة الاتحاد باستنجادها العديد من الأسماء الرنانة كانت لها اثر ايجابي في مسيرة الاتحاد العاصمي ليس بعودته إلى القسم الوطني الأول بجدارة واستحقاق بل توج بكاس الجزائر وهي الثانية في مسيرته الكروية بفوزه على الجار شباب بلوزداد بضربات الجزاء في مباراة كانت نهايتها درماتيكية. على شاكلة نهائي 1978 انتهى نهائي عام 1988 بين شباب بلوزداد واتحاد العاصمة بضربات الجزاء لكن على عكس النهائي الأول ابتسم الحظ لفريق الاتحاد. جرى النهائي ال26 في تاريخ الجزائر يوم 23 جوان 1988 بملعب 5 جويلية تحت الأضواء الكاشفة بحضور حوالي أربعين ألف متفرج أدراه الحكم حنصال وهو آخر نهائي يديره هذا الحكم الدولي الكبير قبل إعلان اعتزله فورا نهاية اللقاء علما أن هذا الحكم وكما سبق وان تعرفننا على ذلك في الحلقة ما قبل الأخيرة أدار مرتين مباريات الاتحاد في النهائي سنتي 1978 أمام شباب بلوزداد و1980 أمام وفاق سطيف وكلا النهائيين خسرهما الاتحاد لكن هذا النهائي لن يخسره الاتحاد بل سيفوز به وسيثار من منافسه الشباب الذي سبق له وان فاز عليه ثلاث مرات في النهائي سنوات 1969 و1970 و1978. عكس كل التوقعات جاءت المباراة جدد مملة ولم ترق إلى المستوى المطلوب وتطلعات الجماهير الغفيرة التي ملأت مدرجات ملعب 5 جويلية فرغم تمديد اللقاء إلى الوقت الإضافي إلا أن شباك الفريقين بقيت عذراء ليلجا الفريقين إلى ضربات الجزاء لكن وعلى عكس نهائي 1978 الذي ابتسمت فيه ضربات الجزاء لفريق الشباب هذه الكمرة أعطت تلك الضربات ظهرها لفريق الشباب وابتسمت لعناصر الاتحاد وكان بإمكان لاعب الشباب كابران يمنح ألكاس لفريق الشباب لو لم يخفق في ضربته الأخيرة من السلسة الأولى حيث تصدى لها ببراعة الحارس ياسين بن طلعة وهو ثاني كاس للاتحاد وأول إخفاق للشباب في الدور النهائي. وفي عز أفراح أنصار الاتحاد بهذا الفوز راح رئيس الجمهورية آنذاك المرحوم الشاذلي بن جديد يمنح ألكاس الغالية لقائد الاتحاد ياسين بن طلعة لتنطلق أفراح الاتحاد المعروفين باسم المسامعية في مختلف أحياء باب الواد وباب الجديد وغيرها من أحياء معاقل الاتحاد في المقابل خيم صمت رهيب في معاقل الشباب وهم الذين أعدو العدة لتحويل الليل نهار وتلكم هي لذة كرة القدم ليس كل ما تتمناها من الكرة تعطيك فيوم لك ويوم عليك ففريق الشباب الذي أبكى أنصار الاتحاد في ثلاث نهائيات (1969 و1970 و1978) هاهو فريق الاتحاد يبكيهم الكثير منهم بكى بكاء الصبيان بعد أن أهدر المهاجم كابران لضربة الجزاء فضاع الحلم بل طارت ألكاس من أيدي الشباب إلى أيدي الاتحاد. للتذكير خاض الفريقين هاته المواجهة بالأسماء التالية: الاتحاد: بن طلعة سوماتية كوريفة بن قانة بلمو مواسي لعليلي بن خاليدي نورين بوطمين(بعزبز) حاج عدلان. المدرب: جمال كدور رحمه الله ومصطفى اكسوح. الشباب: بوجلطي دحماني خوجة مزيان كوحيل عماني (زواتي) باداش (كابران) مقيدش دمدوم ياحي نقازي. المدرب: محمد بوجنون. تطالعون في الحلقات المقبلة بعد سنتين قضاهما في القسم الوطني الأول عاد الاتحاد من حيث قدم إلى القسم الوطني الثاني وخلال هذا القسم طال بقاءه وخلال هته المدة فقد الفريق بريقه في كاس الجزائر وهو الذي بلغ النهائي تسع مرات (7 إخفاقات وتتويجين) ترى متى عاد الاتحاد إلى القسم الوطني الأولى؟ ومن هو المدرب الذي أعاد الاتحاد إلى حظيرة الكبار؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنجيبكم عنها في الحلقة المقبلة باذن الله تعالى.