سنتوقّف في حلقة اليوم عنذ مسيرة اتحاد العاصمة في الفترة ما بين 1983 و 1995 وهي الفترة التي كانت متذبذبة فحتى إن توّج بكأس الجزائر سنة 1988 إلاّ أنها كانت حزينة في البطولة وهو ما سنتعرّف عليه حالا. من سنة 1983 إلى 1985 الاتحاد في القسم الوطني الثاني سنة واحدة بعد تتويج اتحاد العاصمة بأوّل كأس جزائرية سنة 1981 على حساب جمعية وهران بهدفين لهدف بعد الوقت الإضافي في نهائي لعب في ملعب 24 فيفري بمدينة سيدي بلعباس وهو أوّل نهائي جرى خارج العاصمة أقول بعد هذا التتويج اختفى اتحاد العاصمة عن الأضواء فبعد عودته إلى القسم الوطني الأوّل في السنة التي توّج فيها بالكأس سنة 1981 عاد في السنة الموالية إلى حيث كان إلى القسم الوطني الثاني. بقي الاتحاد حبيس القسم الوطني الثاني خلال موسمي 1983 - 1984 و1984 - 1985. 1985.. الاتحاد يعود إلى قسم الكبار بعد موسمين قضّاهما في القسم الوطني الثاني عاد اتحاد العاصمة في ضائقة 1985 إلى القسم الوطني الثاني صعود أثلج صدور أنصار الفريق فراح الكثيرون يقيمون الولائم والأفراح كيف لا وقد عاد فريقهم إلى حظيرة أندية الكبار بعد أن أنهى موسم 1984 - 1985 في الصفّ الأوّل. موسم 1985 - 1986 المولودية تذلّ الاتحاد برباعية في ملعب 5 جويلية بعد عودة اتحاد العاصمة إلى قسم الكبار بعد موسمين قضّاهما في القسم الوطني الثاني استعاد ملعب 5 جويلية (الداربي) المحلّي بين الجارين الاتحاد والمولودية وهو (الداربي) الذي انتظره ليس جمهور الفريقين فحسب بل جلّ الجماهير الجزائرية بالنظر إلى ما تعرفه مواجهات الفريقين من جهة ومن جهة ثانية عودة الروح إلى (الداربي) العاصمي الذي كاد يتناساه الكثيرون بعد سقوط الاتحاد إلى الدرجة الثانية. اِلتقى الفريقان ضمن الجولة السابعة أي في منتصف مرحلة الذهاب واختير ملعب 5 جويلية لاحتضان مواجهة الفريقين فحضرها أكثر من 80 ألف متفرّج قدِموا من كلّ صوب وحدب من أجل التمتّع ب (الداربي) العاصمي الغالبية العظمى منهم كانوا من عشّاق المولودية التي كان يقودها (الثعلب) بوسري وأنهى فريق المولودية المباراة لمصلحته بنتيجة لا تقبل أيّ جدل (4 - 1) تداول على تسجيلها كلّ من بوسري في الدقيقتين ال 31 وال 51 فيما سجّل الهدفين الآخرين بن شيخ في الدقيقة ال 64 وناصر بويش في الدقيقة ال 65 وهو أكبر فوز لفريق المولودية في تاريخ المباريات المحلّية أمام الاتحاد. مواجهة العودة بين الفريقين والتي جرت هي الأخرى في ملعب 5 جويلية انتهت بالتعادل هدف لمثله سجّل للمولودية اللاّعب بلحاج فيما سجّل للاتحاد اللاّعب. في سنة 1986 أوقعت قرعة الدور ال 32 لكأس الجزائر الاتحاد والمولودية وجها لوجه واحتضن المواجهة ملعب 20 أوت وحسمها فريق المولودية لمصلحته بهدف دون ردّ وقّعه لاعب رائد القبّة رشيد صبار في الدقيقة ال 83 وهي واحدة من المباريات التي أقصي فيها فريق الاتحاد في أوّل دور من منافسة الكأس. 1986 - 1987 الاتحاد والعودة إلى القسم الوطني الثاني لم يعمّر فريق الاتحاد طويلا في القسم الوطني الأوّل إذ سرعان ما عاد إلى حيث كان القسم الوطني الثاني بعد أن أنهى موسم 1986 - 1987 في المركز الأخير. وشكّل هذا الصعود صدمة كبيرة في مسيرة الاتحاد لكن مسيّري الفريق أقسموا على أن يعيدوا الفريق إلى مكانته الحقيقية في الموسم الموالي ولتحقيق هذا المبتغى والهدف المنشود تمّت الاستعانة بالعديد من الأسماء الكبيرة التي كان لها وزنها آنذاك في الساحة الوطنية يتقدّمهم ابن شباب بلوزداد مصطفى كويسي. 1987 - 1988 العودة إلى القسم الوطني الأوّل والفوز بثاني كأس ردّا على الأسئلة التي طرحتها عليكم منذ قليل نقول إن الطريقة التي انتهجتها إدارة الاتحاد باستنجادها بالعديد من الأسماء الرنّانة كان لها أثر إيجابي في مسيرة الاتحاد العاصمي ليس بعودته إلى القسم الوطني الأوّل بجدارة واستحقاق بل توّج بكأس الجزائر وهي الثانية في مسيرته الكروية بفوزه على الجار شباب بلوزداد بضربات الجزاء في مباراة كانت نهايتها درماتيكية. على شاكلة نهائي 1978 انتهى نهائي عام 1988 بين شباب بلوزداد واتحاد العاصمة بضربات الجزاء لكن على عكس النّهائي الأوّل ابتسم الحظّ لفريق الاتحاد. جرى النّهائي ال 26 في تاريخ الجزائر يوم 23 جوان 1988 في ملعب 5 جويلية تحت الأضواء الكاشفة بحضور حوالي أربعين ألف متفرّج وأدراه الحكَم حنصال وهو آخر نهائي يديره هذا الحكَم الدولي الكبير قبل إعلان اعتزله فورا نهاية اللّقاء علما بأن هذا الحكَم وكما سبق وأن تعرّفنا على ذلك في الحلقة ما قبل الأخيرة أدار مرّتين مباريات الاتحاد في النّهائي سنتي 1978 أمام شباب بلوزداد و1980 أمام وفاق سطيف وكلا النّهائيين خسرهما الاتحاد. لكن هذا النّهائي لن يخسره الاتحاد بل سيفوز به وسيثأر من منافسه الشباب الذي سبق له وأن فاز عليه ثلاث مرّات في النّهائي سنوات 1969 و1970 و1978. وعكس كلّ التوقّعات جاءت المباراة جدّ مملّة ولم ترق إلى المستوى المطلوب وتطلّعات الجماهير الغفيرة التي ملأت مدرّجات ملعب 5 جويلية. فرغم تمديد اللّقاء إلى الوقت الإضافي إلاّ أن شباك الفريقين بقيت عذراء ليلجأ الفريقان إلى ضربات الجزاء. لكن وعلى عكس نهائي 1978 الذي ابتسمت فيه ضربات الجزاء لفريق الشباب هذه المرّة أعطت تلك الضربات ظهرها لفريق الشباب وابتسمت لعناصر الاتحاد وكان بإمكان لاعب الشباب كابران أن يمنح الكأس لفريق الشباب لو لم يخفق في ضربته الأخيرة من السلسلة الأولى حيث تصدّى لها ببراعة الحارس ياسين بن طلعة وهو ثاني كأس للاتحاد وأوّل إخفاق للشباب في الدور النّهائي. 1989.. الإقصاء في الدور الأوّل من كأس الكؤوس بعد نيله كأس الجزائر الثانية له في سنة 1988 على حساب الجار شباب بلوزداد بضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت القانوني والإضافي دون أهداف شارك الاتحاد في السنة الموالية في كأس الكؤوس الإفريقية لكن مشاركة زملاء رابح كوريفة كانت ضعيفة جدّا حيث خرج في الدور الأوّل أمام فريق جدّ متواضع من جمهورية مدغشقر حيث سقط بنتيجة (3 - 1) في ملعب 5 جويلية. الهدف الوحيد لفريق الاتحاد وقّعه اللاّعب بن خليدي في مباراة شهدت طرد ابن مدينة مفتاح رابح كوريفة ولحجم هذه الخسارة قرّر مسيّرو الفريق عدم التنقّل إلى مدغشقر لخوض مباراة العودة. وعلى الصعيد المحلّي أنهى أشبال المدرّبين جمال كدو رحمه اللّه ومصطفى أكسوح موسم 1988 - 1989 في المركز الثاني عشر برصيد 28 نقطة ونجا من النزول بأعجوبة بعد أن تقدّم آخر النازلين بنقطة فقط. وخلال هذا الموسم لعب عزّ الدين رحيم أوّل مباراة له ضمن أكابر اتحاد العاصمة وعمره لا يتجاوز السادسة عشر فبات من بين أصغر اللاّعبين الذين حملوا ألوان الاتحاد لاعب وصفه الكثيرون في تلك الفترة بأنه خليفة لخضر بلومي لكن وفي عزّ تألّقه تعرّض لإصابة خطيرة من قدم مدافع المولودية طارق لعزيزي مهّدت له لوضع حدّ لمسيرته الكروية. 1989 - 1990 النزول إلى القسم الوطني الثاني بعد نجاته بأعجوبة من النزول إلى القسم الوطني الثاني في موسم 1988 - 1989 لم ينج فريق الاتحاد من النزول في الموسم الماضي حيث حلّ في المركز الأخير برصيد 23 نقطة. لم يشكّل نزول اتحاد العاصمة في هذا الموسم مفاجأة بالنظر إلى النتائج الهزيلة التي كان عناصر الاتحاد يتلقّونها سواء في ملعب (عمر حمّادي) ببولوغين أو خارج الديار. أشرف على تدريب اتحاد العاصمة في موسم نزول إلى القسم الوطني الثاني 1989 - 1990 علي بن فضّة بمساعدة توفيق قريشي وبلاعبين الكثيرون منهم كانوا ضمن المتوّجين بكأس الجزائر سنة 1988 نخص بالذكر كلاّ من رابح كوريفة وبلمو ومواسي وحاج عدلان ولعليلي وبن خاليدي يضاف إليهم عزّ الدين رحيم وحماز وغرابي وعبد اللاّوي المستقدم من فريق شبيبة الأبيار وبلتيطان دون أن ننسى اللاّعب كابران المستقدم من فريق شباب بلوزداد مع ترقية اللاّعب موسوني. ومن نتائج نزول الفريق رحيل العديد من الأسماء منها انتقال جمال عماني الرئيس الحالي لفريق أمل الأربعاء إلى فرنسا مع تسجيل عودة الحارس ياسين بن طلعة إلى فريقه السابق نصر حسين حيث ساهم في صعود النصرية من القسم الجهوي إلى القسم الوطني الثاني. قد يتساءل البعض ما هي نتائج الاتحاد مع الجار المولودية؟ فنردّ على هؤلاء بأن كلا المباراتين ذهابا وإيّابا انتهت بالتعادل في الذهاب وفي ملعب 5 جويلية افترق الفريقان دون أهداف وفي مباراة العودة افترقا بهدف لمثله سجّل لفريق الاتحاد اللاّعب عبد اللاّوي. أمّا بخصوص منافسة الكأس فخلال هذه السنة لم تجر التصفيات بل لعبت المباراة النّهائية التي لعبت تصفياتها في سنة 1989 وتوّج بها فريق وفاق سطيف على حساب مولودية باتنة بعدف دون ردّ احتضنه ملعب 5 جويلية يوم 5 جويلية. من موسم 1990 - 1991 إلى موسم 1994 - 1995 الاتحاد حبيس القسم الوطني الثاني بعد نزوله إلى القسم الوطني الثاني في موسم 1989 - 1990 لم يتمكّن أصحاب الزيّ الأحمر والأسود من العودة إلى القسم الوطني الأوّل حيث ظلّوا حبيس القسم الوطني الثاني لأربعة مواسم متتالية. في الموسم الأوّل له في القسم الوطني الثاني 1990 - 1991 تولّى تدريب فريق اتحاد العاصمة المدرّب البلغاري أكراموف بمساعدة لاعب رائد القبّة سابقا مرزاق بومعراف ومن بين الأسماء التي لعبت خلال هذا الموسم نذكر كلاّ من شنوفي آيت الطاهر عبد اللاّوي شرفاوي حاج عدلان عزّ الدين رحيم موسوني بلحاج لعليلي ولعقوق هذه العناصر اكتفت بالمركز الرابع تاركة المركز الأوّل لفريق النصرية العائد إلى الدرجة الأولى رفقة فريق ترجي فالمة الذي حلّ ثانيا. أمّا في منافسة الكأس فقد خرج فريق الاتحاد في الدور ربع النّهائي على يد اتحاد بلعباس بخسارته بهدف دون ردّ. في الموسم الموالي 1991 - 1992 تولّى تدريب الفريق أحمد زيتون الذي سبق له وأن درّب الفريق أكثر من مرّة وإلى جانب هذا المدرّب كان الثنائي مرزاف بومعراف وعلي بن فضّة رحمه اللّه. إضافة إلى الركائز الأساسية التي كانت تشكّل العمود الفقري للاتحاد منها حاج عدلان وعزّ الدين رحيم وعبد اللاّوي وغرابي وشرفاوي وموسوني دعّم الفريق صفوفه ببعض الأسماء منها ثلاثي شباب بلوزداد معاشو وحمليلي وحميسي ومسعودي من أمل الأربعاء وبلعبدي من شباب عين تموشنت. وبالمقابل سجّل ذهاب بعض الأسماء الرنّانة منها رابح كوريفة ولعليلي إلى شباب برج منايل وحاج عدلان إلى شبيبة القبائل. وقد اكتفى فريق اتحاد العاصمة خلال هذا الموسم بالمركز الثاني بعد اتحاد البليدة الذي حلّ أوّلا في المجموعة الوسطى. أمّا في منافسة الكأس فقد أقصي فريق الاتحاد في الدور ربع النّهائي على يد شبيبة القبائل وهو الفريق الذي خسر المباراة النّهائية أمام اتحاد بلعباس بهدفين لصفر في لقاء احتضنه ملعب 5 جويلية. في الموسم الموالي 1992 - 1993 أشرف على تدريب الفريق المدرّب القدير علي بن فضّة وسجّل رحيل العديد من الأسماء منها موسوني إلى شباب بلوزداد وبودي بالى نصر حسين داي مع تسجيل عودة كلّ من بن خليدي ولعليلي. وإضافة إلى الأسماء التي فضّلت البقاء كغرابي وحمدود وحمليلي وفويال وشرفاوي ورحيم عزّ الدين لكنها فشلت في ترقية الفريق إلى القسم الوطني الثاني حيث أنهت هذا الموسم في المركز السابع برصيد 31 نقطة علما بأن وداد بوفاريك هو الذي حقّق الصعود من المجموعة الوسطى برصيد 43 بعد اولمبي المدية. أمّا فيما يخص منافسة الكأس فخلال هذه السنة أو بالأحرى هذا الموسم لم يجر بسبب الأوضاع الأمنية التي كانت عليها الجزائر. لعنة الإخفاقات طاردت الفريق العاصمي الاتحاد في الموسم الموالي 1993 - 1994 بالرغم من السياسة التي انتهجها الرئيس عيد علّيق الذي سبق له وأن لعب لفريق الاتحاد في النّصف الأوّل من عشرية السبعينيات تولّى تدريب اتحاد العاصمة خلال هذا الموسم ابن مدينة مغنية عبد القادر بهمان رحمه اللّه إلى جانب يونس إفتيسان وقرّر علّيق الاحتفاظ بركائز الفريق مع تدعيمه بلاعبين ذوي الخبرة والتجربة منهم الهادي خليلي والحارس بلملاط من رائد القبّة ومع عودة حميسي من شباب بلوزداد وبوحاميدي وسلوكية من اولمبي العناصر مع تسجيل رحيل كلّ من بلخليدي ومعاشو. أنهى اتحاد العاصمة موسم 1993 - 1994 في المركز الثاني بفارق الأهداف عن جمعية الشلف تعادل في بولوغين وهدفين لمثلهما وتعادل في الشلف دون أهداف علما بأن المدرّب إفتيسان هو الذي أكمل الموسم بعد استقالة المدرّب الرئيسي عبد القادر بهمان في منتصف الموسم وهي أحسن بداية للمدرّب إفتيسان في عالم التدريب. في منافسة الكأس أقصي الاتحاد مبكّرا على يد شبيبة سكيكدة بضربات الجزاء بعد انتهاء ال 120 دقيقة من اللّعب بالتعادل الإيجابي هدفين لمثلهما. يتبع...