استفتاء تاريخي وسط توتر دولي ** مع بدء إجراء الاستفتاء في كردستان للانفصال عن العراق أمس الاثنين تثور أسئلة عدة بشأن ملامح الدولة الافتراضية بمحافظاتها وسكانها وحدودها فهذا الإقليم الذي يريد الانفصال عن الدولة الأم في العراق تسبب في إشعال فتيل الغضب العالمي من المحيط إلى الخليج فبين تنديد دولي ورفض أممي فان كردستان ستكون النقطة السوداء في كاس العراق وربما العالم ق.د/وكالات اجري أمس الاثنين التصويت في الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان شمال العراق على الرغم من المخاوف الإقليمية والدولية من أنه سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي على أن تغلق في السادسة مساء. وستعلن النتائج النهائية خلال اليوميين القادمين. وقد أدلى رئيس الإقليم مسعود بارزاني بصوته في الاستفتاء. وشارك أكثر من 5 ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في المحافظات الثلاث من إقليم كردستان العراق وهي إربيل والسليمانية ودهوك كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية بينها خانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد. وكان بارزاني قد قال في مؤتمر صحافي في وقت سابق بشأن الاستفتاء إن دولتنا القادمة ديمقراطية مدنية وليست مذهبية مشيراً إلى أن معارضي الاستفتاء والمجتمع الدولي سيتعاملون مع الأمر الواقع. وأكد بارزاني أنهم ماضون قدماً في الاستفتاء ويرفضون لغة التهديد مضيفاً أن الاستفتاء هو مجرد خطوة أولى وستكون بعده عملية طويلة. نحن مستعدون لمواجهة أي عدوان لكننا لا نفكر في نزاع عسكري أبداً ولن يستطيع أي مسؤول سياسي أو عسكري إيقاف الاستفتاء . أردوغان: لن نقبل بقيام دول إرهابية على حدودنا أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن انفصال كردستان العراق أمر لن نسمح به . وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في اسطنبول إن استفتاء كردستان غير شرعي ونعتبره لاغياً مشيراً سنتخذ تدابير أخرى وسنغلق المعابر بشكل كامل مع كردستان . وأضاف: سنغلق تصدير النفط أمام إقليم كردستان. وسنمنع تصدير النفط من الإقليم . كما أكد أن تركيا ستتدخل إزاء أي تهديد يأتيها من العراق أو سوريا مشدداً لن نقبل بقيام دول إرهابية في سوريا وسندخل فجأة ذات ليلة لمنعها . من جهته قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن بلاده لن تعترف بنتيجة استفتاء كردستان شمال العراق. كما أشار إلى ن البوابات الحدودية والمطارات وخطوط أنابيب النفط ستسيطر عليها الحكومة المركزية في العراق. وأصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً أوضحت فيه أنها لا تعترف باستفتاء إقليم كردستان العراق وتعتبره باطلاً. وأضافت الخارجية التركية في البيان أن استفتاء كردستان العراق يعرض سلام واستقرار المنطقة للخطر. وتابع بيان الوزارة أنها ستتخذ كل الإجراءات إذا أدى الاستفتاء إلى أفعال تستهدف أمن تركيا. كما أوصت الخارجية التركية مواطنيها بمغادرة كردستان العراق في أقرب وقت ممكن. وجرى التصويت في الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان شمال العراق امس الاثنين على الرغم من المخاوف الإقليمية والدولية من أنه سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وستعلن النتائج النهائية خلال اليومين القادمين. ايران تغلق حدودها أمام _الإقليم الكرديس في الاثناء أعلن بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن غلق بلاده للمعابر الحدودية والمجال الجوي أمام الإقليم الكردي شمالي العراق. وأكد قاسمي في مؤتمر صحافي أمس الإثنين من العاصمة طهران على دعم بلاده لوحدة الأراضي العراقية وأن خطوات إغلاق المعابر الحدودية والمجال الجوي أمام الإقليم الكردي يأتي بناء على طلب من الحكومة المركزية ببغداد. وفي رده على سؤال بشأن الخطوات الأخرى التي ستتخذها طهران قال قاسميس سيكون هناك تصريح حول هذا الموضوع_. وكان كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعلن في وقت سابق إغلاق المجال الجوي مع الإقليم الكردي وذلك تلبية لطلب الحكومة العراقية. كردستان العراق: الاستفتاء لا يعني الاستقلال غدا قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني امس الاثنين إن إجراء استفتاء الاستقلال لا يعني إعلان الاستقلال غدا معربا عن استغرابه من دعوة الحكومة العراقية الدول الأجنبية إلى وقف استيراد النفط الكردي. وأضاف برزاني في مؤتمر صحفي نعلن للعالم نريد التوجه صوب الاستقلال عبر مفاوضات جادة مع بغداد نرغب في الاستقلال بطريقة سلمية وديمقراطية بعيدا عن العنف . وأكد البارزاني أن الإقليم لا يمانع الذهاب إلى بغداد للرد على كل الأسئلة التي ترغب في الإجابة عنها . وعلق البارزاني على كلمة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي التي أذاعها التلفزيون الرسمي الأحد بالقول: نأسف لتصريحات العبادي وتهديداته التي أطلقها أمس تذكرنا بقرارات البعث الجائرة ضد كردستان . وتابع قرارات العبادي ردا على إجراء الاستفتاء تعد بمثابة فرض عقوبات جماعية ضد شعب كردستان . ووجه برزاني حديثه إلى حكومة بغداد قائلا: لا داعي لإطلاق التهديدات معربا عن استغرابه من طلب العبادي مساعدة الدول الأخرى لفرض عقوبات على إقليم كردستان ومعلقا عليها بالقول: لم نكن نتوقع مثل هذه الخطوة في العراق الجديد . وكانت بغداد حثت الدول الأجنبية على وقف استيراد النفط الخام مباشرة من إقليم كردستان العراق وقصر التعاملات فيما يتعلق بالنفط على الحكومة المركزية. لكن رئيس حكومة كردستان العراق نيجيرفان برزاني أعاد تأكيد ما قاله رئيس الإقليم بشأن عدم نية أربيل الدخول في حرب مع أي جهة مضيفا بغداد هي العمق الاستراتيجي لكردستان ونرغب في العيش بسلام معها . وفيما يتعلق بالموقف التركي المعارض لاستفتاء الاستقلال الكردي قال: نتمنى أن تتعامل أنقرة بهدوء مع الاستفتاء ونؤكد أننا لا نشكل تهديداً على أحد . وأضاف طالبنا زيارة أنقرة لإيضاح دوافع الاستفتاء للمسؤولين هناك عن قرب . كردستان العراق.. ملامح دولة مفترضة ! دولة كردستان الافتراضية التي تريد الانفصال عن العراق وبداية مرحلة التقسيم ستشمل بطبيعة الحال دهوك وإربيل والسليمانية وحلبجة وستشمل أيضا مناطق متنازع عليها في محافظاتكركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى كانت قد سيطرت عليها البشمركة في عام 2014 بعد طرد داعش منها وخضعت منذ حينها لحكومة الإقليم. ويقدر عدد الذين يحق لهم التصويت في هذه المناطق أو بعبارة أخرى عدد سكان الدولة إن قامت ب5 ملايين ونصف المليون شخص. وتضم حدود الإقليم أغلبية عظمى كردية لكن نسبة الأكراد تنخفض في كركوك حيث يشكلون نحو 60 في المئة من سكان المدينة التي يقطنها أيضا العرب والتركمان الذين يعارض غالبيتهم الانفصال أما في ديالى يشكل الأكراد الغالبية أما في نينوى فيشكل العرب الغالبية المطلقة. يذكر أن الإقليم نجا إلى حد كبير من حالة الفوضى التي عصفت بالعراق عقب سقوط نظام صدام حسين في 2003 حيث تبنى نظام حكم برلمانيا وسياسة اقتصادية لم تخل من المشكلات التي ستتفاقم في حال قامت دولة سيحدها دول مناهضة لانفصالها. وهذه الدول هي تركيا شمالا التي يمثل الأكراد نحو 20 في المئة من سكانها وإيران شرقا حيث يشكل الأكراد 6 في المئة من مجموع سكانها وسوريا غربا والتي تصارع التقسيم في حرب ضارية. ولعل العلاقة الأكثر تعقيدا ستكون مع الجار الجنوبي وهو العراق في حال انفصلت عنه رغم إرادته.