الشيخ :أبو اسماعيل خليفة شّعار النظافة من الإيمان يسمعه الجميع ويطلقونه ولكن مع الأسف لا يعيشونه ولا يُحدِث لديهم تغييراً جذريّاً لإن الشعور بالمسؤولية هو الذي يقول للذي يريد أن يتخلص من نفايات بيته أو نفايات تجارته أو أي فضلات برميها كيفما كان وأينما كان: مهلاً.. هل أنت حقّاً تتخلّص منها أم تتخلّص منها لتعود إليك مجدّدا؟. ألا إن النّظافة ثقافة وقيمة لا تتجزّأ تماماً كبقية القيم ولا يوجد أيّ مبرّر لأيّ فرد ولا لأي مجتمع لكي لا يكون نظيفاً. والاستضعاف ليس عذراً فأنت لا تحتاج إلى أيِّ إمكانات كي تمتنع عن رمي كيس هنا أو كيس هناك أو رمي فضلات بيتك على قارعة الطريق... لا شأن للاستضعاف بتاتاً بهذا السّلوك.. كما لا يمكن ان نعتبر غياب النّظام حجّة فالنّظام يجب أن ينبع من ذاتك. فهيا بنا لنحوّل النَّظافة إلى سلوك مجتمعيّ حتَّى لا يشعر مَن ينادي بها بالغربة أو كأنَّه يقوم بعمل خطأ... ولنتُرجِم إماطة الأذى عن الطَّريق إلى عمل جماعيّ حضاريّ تتكاتف من أجله الجهود. ولننطلق للعمل في هذا السبيل: من هدي إسلاميّ يقول: إماطة الأذى عن الطريق صدقة... ..... وصايا ايمانية تجهز ... بثلاث روى البزار وحسنه الألباني عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاث كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات فأما الكفارات : فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الأقدام إلى الجماعات . وأما الدرجات : فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام . وأما المنجيات : فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية وأما المهلكات : فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه فعليك بهذه الخطة الثلاثية لتجهيز نفسك قبل رمضان فما منا من أحد إلا ويشكو قلبه من كثرة الذنوب . فلابد له من الكفارات وهي سهلة ولكن لابد من احتساب النية ( الوضوء .. انتظار الصلاة .. الخطا للمساجد ) وفي وقت الفتن هذا لابد لنا من منجيات فجاهد نفسك على هذه الثلاث ( العدل .. الرضا .. الخشية ) ولابد من ان تحترز مما يوقعك في المعاصي والذنوب ويهلكك فابتعد عن ( الشح .. الهوى .. العجب ) وأعل همتك في بلوغ الدرجات العلا في الجنة فما بين كل درجة وأخرى مسيرة مائة عام فعليك ب ( إطعام الطعام ..إفشاء السلام والقيام