انسحبت أمس هيئة دفاع المتّهمين المتورطين في واحد من الملفات الإرهابية الشائكة المتعلّقة باختطاف 14 سائحا ألمانيا في الصحراء الجزائرية سنة 2004 وملف فرار 1200 سجين من سجن تازولت بباتنة سنة 1994، بعدما رفض رئيس هيئة محكمة الجنايات بالعاصمة تلبية طلباتهم المتمثّلة في استدعاء العقل المدبّر لهاتين العمليتين عبد الرزّاق البارا "عمّاري صايفي" الذين يتواجد في المؤسسة العقابية "سركاجي"، حسب ما صرّح به وزير العدل في الأيّام القليلة الماضية متحجّجا بأنه من غير الضروري حضوره· لتقرّر هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية تعيين محاميين تلقائيين للمتّهمين للنّظر في القضية بتاريخ 14 أفريل المقبل· ويتابع المتّهمان "ف· عمر" وع· ياسين" بجملة من الاتّهامات، منها الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلّحة تعمل على بثّ الرّعب في أوساط السكان وخلق جوّ من انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي والجسدي على الأشخاص أو تعريض حياتهم وحرّياتهم وأمنهم للخطر أو المساس بممتلكاتهم، تليها جناية نشر التقتيل والحرق العمدي والاختطاف، إلى جانب الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج والحرق العمدي وحيازة أسلحة وذخيرة· وقد نسب للمتّهمين مشاركتهما في عدّة عمليات إرهابية من تخريب للمؤسسات العمومية والخاصّة بالجنوب الجزائري واغتيال عدد من المواطنين في حواجز أمنية مزيفة ونصب كمائن استهدفت أفراد الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن، كما شاركا مع عبد الرزّاق البارا في الكمين الذي نصب بمنطقة إليزي لأصحاب الشركات التي تعمل في الصحراء أسفر عن احتجاز عدّة رعايا أجانب والاستيلاء على أجهزة توجيه ومبالغ مالية بالأورو، وكذا في العملية التي استهدفت القوّات الخاصّة سنة 2004· وشارك المتّهمان أيضا في عدّة عمليات لطلب الفدية وشراء أسلحة، وكذا في عملية الهروب من سجن تازولت الذي فرّ منه قرابة 1200 سجين سنة 1994· ومن جهة أخرى، علّلت هيئة الدفاع انسحابها من جلسة المحاكمة بضرورة حضور البارا باعتباره متّهما في القضية وجود اسمه في خانة المتّهمين يؤثّر على قرار غرفة الاتّهام التي تحيل القضية على محكمة الجنايات، وهو أمر لا يمكن تجاوزه أمام وجوده في حالة اعتقال·