مصطفى مهدي أحيت سفارة فلسطين في الجزائر بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وتحت إشراف وزيرة الثقافة خليدة تومي، يوم الخميس، سهرة بمناسبة يوم الثقافة الفلسطينية وذكرى ميلاد شاعر الثورة الفلسطينية، والذي يصادف الرابع عشر من مارس، وكانت المناسبة فرصة لاكتشاف، بل للتقارب بين الثقافتين الجزائريةوالفلسطينية· حضر السهرة التي بدأت متأخّرة بثمانية وعشرين دقيقة عن موعدها، والذي كان على الساعة السادسة تماما، جمع من المثقّفين والإعلاميين· حيث قدّم شعراء من فلسطينوالجزائر مقطوعات شعرية في الثورة والوطنية والعروبة، وكانت البداية مع الشاعر الفلسطيني المقيم في الجزائر سمير سطوف، والذي قرأ قصيدة قال إنه كتبها في ميدان التحرير بمصر، وتغنى فيها ببطولات الشباب التونسي والمصري، وثورتيهما، هذا قبل أن تقدّم قراءات شعرية أخرى· كما قدّم الطفل محمد إسلام الذي يبلغ العاشرة من العمر للمرّة الثانية شعرا لمحمود درويش ولشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، كما قدّمت فرقة العودة الفلسطينية عرضا مسرحيا يبرز تقاليد الفلسطينيين تخلّلته أغاني من الثرات الفلسطيني ورقصات قدّمت فيها "الدبكة" التي نالت إعجاب الحضور· اختيار السفارة الفلسطينية لمحمود درويش لم يكن صدفة بل لارتباط اسم محمود درويش بشعر الثورة والوطن في عين العالم، والعالم العربي خاصّة بالمقاومة الفلسطينية والدفاع عن قضية شعب·· هذه القضية والأفكار التي اعتقل من أجلها مرّات عدّة من قبل السلطات الإسرائيلية بتهم تتعلّق بتصريحاته ونشاطه السياسي، هذه الآراء والأفكار التي دافع عنها بشعره استطاعت أن تكسب العديد من المؤيّدين لقضية وطنه واستحقّ عليها الكثير من الجوائز العالمية منها جائزة البحر المتوسّط سنة 1980، لوحة أوروبا للشعر عام 1981 وجائزة ابن سينا في الاتحاد السوفياتي سنة 1982، بالإضافة إلى جائزة الأمير كلاوس الهولندية سنة 2004· وقد أعلن يوم 9 أوت من سنة 2008 رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد 3 أيّام في كافّة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش ب "عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث والقائد الوطني اللاّمع والمعطاء" الذي خصّصت له قطعة أرض في قصر رام اللّه الثقافي، وتمّ الإعلان عن تسمية القصر بقصر محمود درويش للثقافة· وعن المناسبة تحدّث إلينا السيّد محمد محمدي المستشار الإعلامي في السفارة الفلسطينية، قائلا إن المناسبة فرصة للتقارب بين البلدين اللذين تجمعهما الكثير من الأشياء، منها الثقافة والنّضال، وأن الاحتفال بالتظاهرة للمرّة التوالي يظهر القيادة الحكيمة للسلطة الفلسطينية، وفي إجابته عن سؤالنا له حول سبب تأخّر موعد الحفل إلى السابع عشر مارس، قال إن ارتباطات القاعة فرضت ذلك· أمّا الشاعر الفلسطيني سمير سطوف فقال إن البلدين يجمعهما أكثر من شيء مشترك، وعن القصيدة التي ألقاها حول الثورات العربية قال إنه كتبها من ميدان التحرير وكان متحمّسا، وأن أهمّ شيء أنها أعادت الشباب العربي للاهتمام بالقضايا السياسية·