رسم باحثون ومختصون في مجال حماية الآثار المعمارية وغيرها من التراث الثقافي الإسلامي من 25 دولة خارطة طريق لحماية التراث الإسلامي عبر 35 ورقة بحثية بالمناسبة استعرضوا فيها آراءهم ومقترحاتهم والمهام الملقاة على عاتق الدول المعنية في هذا الصدد. مؤكدين على أهمية اضطلاع الحكومات والمؤسسات الأهلية المعنية بالحفاظ على التراث بالمسؤولية في حماية التراث الثقافي الإسلامي وإحيائه وتضافر الجهود والتعاون المشترك فيما بينها في هذا المجال. كانت مدينة إسطنبول التركية قد احتضنت مطلع نوفمبر الحالي وعلى مدى يومين فعاليات المؤتمر الدولي لحماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي والدول التي فيها معالم إسلامية بتنظيم من قبل منظمة التعاون الإسلامي ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) وذلك تنفيذاً لقرارات المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة الذي عقد في مسقط في 2 _ 4 نوفمبر 2015م بغية التعبير عن الوضع الصعب الذي وصل إليه التراث الثقافي في العالم الإسلامي من إهمال وتدمير وتحطيم. وأتت أهمية المؤتمر في ظل تعرض الكثير من معالم التراث الثقافي الإسلامي إلى الهدم والتخريب بسبب الحروب والصراعات التي يشهدها العالم الإسلامي ما يستلزم أن تحظى حماية التراث الثقافي الإسلامي وإحيائه باهتمام ورعاية المؤسسات الإسلامية الحكومية وغير الحكومية وأن تكون من أولوية المهام التي تتولاها. وقد حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من الدكتور عصمت يلماز وزير التربية الوطنية في الجمهورية التركية الذي أكد على أهمية انعقاد هذا المؤتمر لإيجاد السبل الكفيلة لحماية التراث الإسلامي ما يتعرض له من دمار في ظل الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي. والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية الذي شدّد على أهمية انعقاد المؤتمر وأشاد بالإنجازات التي يحققها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) ودوره الفعال في مجال تعريف وإبراز الوجه المشرق للحضارة الإسلامية وعمله الدؤوب لحماية التراث الإسلامي. وعبّر الأمير سلطان عن سروره بالمشاركة في المؤتمر الدولي للمحافظة على التراث الثقافي في العالم الاسلامي وهي قضية حسب تعبيره كرّس لها جزءا مهما من حياته. مؤكداً أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة حرجة تتطلب مزيدا من الجهود والعمل والتعاون نحو المحافظة على تراثه كمكوّن أساسي لهويتنا ومكانتنا بين الأمم ولمستقبل أجيالنا . كما شارك في الجلسة مدير عام إيكروم استيفانو ده كارو وزكي أصلان مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم) في الشارقة وألقى كلمة بالمناسبة شدّد فيها على المؤسسات المعنية في الدول المختلفة الاضطلاع بواجباتها تجاه حماية التراث الإسلامي. كما ألقت مهلة بن أحمد طلبنا المديرة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية والأسرة في منظمة التعاون الإسلامي كلمة الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين استعرضت فيها ما قامت به المنظمة من إنجازات في مجال حماية التراث الثقافي الإسلامي الذي يعبر عن الحضارة الإسلامية وإحيائها وما تخطط له في هذا المجال. كما ألقى الدكتور خالد أرن المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) كلمة أشاد فيها بكل الجهود من أجل الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي مما يتعرض له من تخريب ودمار وسرقة. وألقى الدكتور محمد يونس كلمة الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) أكد فيها على أهمية هذا المؤتمر الذي ينعقد في وقت يتعرض له التراث الثقافي الإسلامي إلى الإهمال والتدمير.