في أول احتفال رسمي برأس السنة الأمازيغية ** * الجزائر أول دولة تكرّس يناير كعطلة رسمية تعرف الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة يناير 2968 الموافقة ل12 يناير 2018 غدا الجمعة تخصيص برنامج ثقافي رسمي وطني حيث يتصادف الاحتفال هذا العام مع تكريس 12 يناير كعطلة وطنية رسمية لأول مرة في تاريخ الجزائر الأمر الذي أدى إلى نوع من الاستنفار عبر الولايات لضبط برنامج خاص يهدف إلى مواكبة هذا الجديد ولم يمنع تزامن يناير مع يوم عطلة رسمية من تسطير برامج متنوعة عبر مختلف الولايات بعضها يشهد حضور وزراء كما هو حال الجزائر العاصمة. وعلى عكس الأعوام السابقة التي كان الاحتفال الرسمي فيها ب يناير محدودا ولا يشمل إلا عددا من الولايات فإن الموعد هذا العام يشهد -منذ بداية الفعاليات السبت الماضي- تخصيص برنامج ثقافي رسمي متنوع بكل الولايات وهذا تحت إشراف وزارة الثقافة وكذا وزارة الشباب والرياضة والمحافظة السامية للأمازيغية. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أمر نهاية ديسمبر الماضي بتكريس 12 يناير كعطلة وطنية رسمية مدفوعة الأجر وهذا في إطار جهود الدولة الرامية إلى ترقية التراث واللغة الأمازيغية. وأبلغت وزارة الثقافة في هذا الاطار كل المؤسسات التابعة لها بجعل 2018 سنة الاحتفال بالتراث الأمازيغي وكذا الاحتفال ب يناير عبر تنظيم أسبوع ثقافي بكل ولاية. وبرمجت في هذا السياق مديريات ودور الثقافة والمسارح الجهوية وغيرها من المراكز الثقافية عبر الولايات العديد من النشاطات ضمن أسابيعها الثقافية حيث تقام حاليا بوهران معارض وندوات أدبية وعروض أفلام بالإضافة إلى تظاهرات وورشة لتعليم الأمازيغية. وفي بجاية والبويرة وتيزي وزو نظمت منذ السبت الماضي محاضرات وورشات وعروض مسرحية وأفلام بالإضافة إلى سهرات فنية في حين ستحتضن تمنراست يوما دراسيا حول واقع الأمازيغية. أما بالعاصمة فتقام منذ الجمعة الماضي حفلات غنائية وعروض موسيقية ومعارض للألبسة والأطباق التقليدية والحلي وكذا الأواني الفخارية. وستشرك وزارة الثقافة من جهة أخرى في اطار احيائها ل يناير مختلف مؤسساتها التي تحت الوصاية على غرار الديوان الوطني للثقافة والإعلام والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي حيث تتنوع برامجها بين عروض الأفلام والمعارض الفنية والورشات والندوات وكذا الحفلات. وبالتنسيق مع وزارة الخارجية ستقيم أيضا الوزارة عدة حفلات فنية في الخارج لفائدة الجالية الجزائرية المقيمة هناك للتعريف أكثر بالأمازيغية حسبما صرح به مؤخرا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي. وبرمجت من جهتها وزارة الشباب والرياضة من 10 إلى 12 يناير العديد من الاحتفالات بالجزائر العاصمة ستعرف تنظيم استعراضات للفرق الفلكلورية بكل من العاصمة وتيزي وزو. أما المحافظة السامية للأمازيغية -التي افتتحت فعالياتها بغرداية السبت الماضي- فستقيم نشاطات بكل من وهران وعنابة وتقرت بالتعاون مع مختلف الوزارات والولايات والجمعيات الثقافية المحلية على أن تستمر إلى غاية 20 من الشهر الجاري. وتعرف وهران في هذا الإطار تنظيم تظاهرات ومعارض وعروض أفلام وورشات بينما تقام بعنابة عروض فنية وموائد مستديرة حول يناير بحضور باحثين مهتمين بالإضافة إلى ورشات في خط التيفيناغ ومعرض مصغر للكتاب الأمازيغي.
تقاليد شعبية وطقوس بالإضافة إلى الاحتفالات الرسمية ستعرف العديد من الولايات إقامة فعاليات شعبية فلكلورية كما في منطقة القبائل أين اعتاد السكان احياء هذه المناسبة منذ القدم من خلال طقوس اجتماعية على غرار ال آسفل الذي يعني التضحية بديك لطهي وجبة العشاء (آمنسي) التي هي عادة الكسكسي. وفي بني سنوس بتلمسان يقام سنويا الكرنفال التقليدي ايراد (الأسد) الذي يخلد الثقافة الأمازيغية عبر القرون حيث يتنكر الأهالي طيلة الليالي الثلاث التي تسبق يناير بوضع الأقنعة والتجوال عبر الأحياء في أجواء من الرقصات والأهازيج. وفي منطقة شنوة بتيبازة يتم تحضير الخبز بالأعشاب والامتناع عن تناول كل ما هو حامض أو مر عشية العام الجديد تفاؤلا بالخير وكذا إهداء حلويات للأطفال مشكلة في أغلبها من الفواكه الجافة. أما في باتنة فتقبل العائلات على المكسرات بمختلف أنواعها والفواكه المجففة وكذا تحضير أطباق تقليدية ك الشخشوخة و الشرشم (قمح مطبوخ في الماء مضاف إليه العسل) في حين يقيم الطوارق بالجنوب -والذين يسمون يناير ب تافسكي - حفلات على أنغام موسيقى التندي. وفي وادي ميزاب (غرداية) تحضر أكلة الرفيس و الشرشم وأما النساء فيتسامرن فيما بينهن بلعبة قديمة تعرف باللهجة المحلية ألاون التي تشبه البوقالة العاصمية في حين تحضر بالبليدة والمدية -أين يسمى يناير ب العام - أطباق تقليدية كالكسكسي بالاضافة إلى التراز الذي يتكون من السكاكر ومختلف الفواكه الجافة. ويحتفل الأمازيغ في شمال إفريقيا منذ القدم برأس السنة الأمازيغية يناير الذي يتزامن مع بداية السنة الزراعية حيث ترمز تقاليد هذه الاحتفالية إلى الخصوبة والفرح والتضامن من خلال إحياء طقوس ثقافية واجتماعية متنوعة تتميز بها شعوب هذه المنطقة الشاسعة الممتدة من واحة سيوة بمصر وإلى غاية جزر الكناري ومنطقة الساحل جنوبا. وتعتبر الجزائر أول دولة في شمال إفريقيا تكرس احتفالية يناير كعطلة رسمية.