من بين الجرائم التي لا ترتكب في حق أفراد فقط، ولكن في حق الإنسانية جمعاء، هي جرائم اغتصاب الأطفال، وغالبا ما يكون ذلك لأغراض وحشية ودنيئة، منها الاتجار بهم في الجنس، واستعمالهم في التسول والسرقة ومختلف الجرائم والاعتداءات. مصطفى مهدي. ليس اختطاف الأطفال حالات متفردة فحسب، ولكنه ظاهرة تمس، او تصيب الكثير من المواطنين الذين فجعوا في أبنائهم قبل أن يتمتعوا بهم، وفجعوا أكثر وهم يعرفون المصير الذي آلوا إليه، بعضهم، سرقت منه أعضاؤه البشرية، وتم الاتجار بها، وبعضهم الآخر استعمل في الاعتداءات، وحتى جرائم القتل من طرف بعض العصابات المتخصصة في ذلك، و البعض الآخر استعمل في التسول وفي عمليات السرقة، أما حوادث الاعتداء الجنسي فهي الأخرى تتكرر باستمرار وعليه أردنا أن نسلط الضوء في تحقيقنا هذا، والذي بدأناه بعد أن تكررت بعض الحوادث المؤسفة في مناطق متفرقة من العاصمة، اتجهنا إلى تلك المناطق، والى عائلات الضحايا، ورغم تكتم البعض على تلك المسائل، والتي تتعلق بالشرف، ومن الصعب بالتالي على أي أب أو أم الخوض فيها، إلا أن البعض أبى إلا أن يكشف المستور، علّ أحدا يستمع الى نداءه، او الى صراخه فلا تتكرر، او لا يكون هناك ضحايا آخرين. البداية كانت من حي "بوسكول" بوزريعة، ترددنا في البداية عندما سمعنا ان طفلا في الحادية عشرة من العمر تم اختطافه، واعتدي عليه جنسيا، ترددنا في الذهاب، خاصة وأنّنا انتظرنا ان نقابل بالرفض، والا يتحدث الينا اهل الضحية، وقد لا نستطيع التقرب الا من ابناء الحي الذين سيصفون لنا ما حدث باقتضاب، لكن ولحسن الحظ، فان السيد بوعلام تيجاري، والد الطفل، وبعد ان عبر لنا عن المه الشديد لما وقع لابنه، لكنه مع ذلك قال انه لم يسكت عن الامر، وقص علينا ما وقع لابنه قال ان حارس موقف الحي، وهو شاب طرده والده من البيت، فساعده اهل الحي وامنوه على سياراتهم، ينام في احداها، ويعطونه بعض النقود، لكنه، يصفه لنا السيد بوعلام، مجرد حيوان مفترس، لا يفعل سوى الركوض وراء شهواته، وقد تربص بالطفل صاح الحادية عشرة سنة، مرة ومرات، واعتدى عليه مرتين، وكان يهدده في كل مرّة حتى لا يتحدث، ولكن الابن انهار، ولحسن الحظ اخبر عمه القريب منه، هذا الاخير الذي بدوره، صارح والده بالواقعة، فكانت الصدمة، يقول لنا السيد بوعلام، شديدة عليه، وعلى كل افراد الاسرة، ولكن ما باليد حيلة، يضيف، فما وقع قد وقع، وينصح محدثنا الأولياء ان ينتبهوا لهذه الامور، وان لا يتركوا أبناءهم يتربص بهم مثل هذا الخطر ، والذي قد يحطم ياتهم الى الابد. انتقلنا الى حي اخر، ولكن دائما في بوزريعة، وهي حي سيدي يوسف، حيث فجع اهلها بحادثة اغتصاب طفل من طرف ابن الحي الذي يبلغ الاربعين من العمر، ولكن اهل الطفل لم يفصحوا، او رفضوا ان نفصح عن الاسم، ولكن الام، مع ذلك، دمعت عيناها وهي تحكي لنا عم وقع مع ابن الحي الذي انتهك شرف الطفل، وبالتالي العائلة، تقول انه هذا الشاب، او الكهل ليس متزوجا، وان له سمعة وسط الجيران من انه شاذ، و لكنلا احد يتحدث عن ذلك علانية، ولا احد حاول ان يؤدبه، وربما، تضيف لنا الام بحرقة، ربما اعتدى على احد ابناء الجيران، ولكنهم لم يتحدثوا بالامر، الامر الذي شجع ذلك المجرم على اقتراف جريمته تلك. تبقى تلك الاعتداءات غيض من فيض مما يحدث في الاحياء، وتبقى هذه الظاهرة "طابوه" لا نحاول كسره، وربما هذا ما زادها انتشارا، وجعل هؤلاء الاشخاص يواصلون في اعتداءاتهم، ثم ان يردعهم رادع.