ابتزاز... تهديد ومساس بالشرف الجريمة الإلكترونية تهدد استقرار المجتمع الجزائري تشهد الجزائر في السنوات الأخيرة تصاعدا مخيفا للجرائم الإلكترونية التي باتت تفرز مصائب ومشاكل بالجملة تهدد المجتمع وعلى الرغم من وسائل الوقاية وتشديد تقنيات محاربتها من طرف مختلف الأجهزة الامنية إلا أن سيناريوهاتها لازالت متواصلة وأضحت تهدد استقرار المجتمع بوجه عام وتمس بخصوصيات الأفراد بوجه خاص. نسيمة خباجة استمتاع وقتل للروتين في الأول غالبا ما يتحول الى قضايا إجرامية تعالجها المحاكم تصل الى حد السجن ودفع غرامات بعد الوقوع في المساس بشرف الآخرين وخدش سمعتهم وابتزازاهم بمختلف الطرق الملتوية عبر الشبكة العنكبوتية إلا أن عناصر الأمن في الجريمة الالكترونية بمختلف فروعها يقفون بالمرضاد ضد كافة أشكال الجرم عبر شبكة الإنترنت خاصة وانها أصبحت مرتعا خصبا للمساس بالأخلاق والشرف وجر العائلات الى ما لا يُحمد عقباه. وتعرضت الى تلك المتاهات العديد من السيدات والفتيات مثل ما سردته السيدة فريدة تقول إن أول رسالة وردتها من هاكر - قرصان إلكتروني- عبر الفايسبوك وتتعلق بصور عن زواجها الذي لم يمض على تاريخه سوى شهرين حيث هددها بنشر صور لها في حال لم ترسل له مبلغ مالي على حساب بريدي قال إنه سيحدده لاحقاً. تتنهد السيدة وتواصل حديثها: تسترت على ذلك في البداية إلا أني وبعد ذلك أخبرت زوجي الذي لم يبال واعتبر الأمر لعب صبيان إلا أن الهاكر أرسل رسالة أخرى يطلب المال دون تحديد المبلغ بعد أن استنفدت السيدة وزوجها كل الوسائل قررا اللجوء للشرطة. نجحت الشرطة في تحديد هوية الجناة وهما شابان أحدهم مراهق والآخر بالغ حيث اعترفا بجرمهما وأنها ليست المرة الوحيدة بل الضحايا بالعشرات . كان المتهمان يطلبان من الضحايا تعبئة بطاقة رصيد هواتفهم (ما يعرف ب الفليكسي ). وانتهت المصيبة التي كادت أن تهدد عش الزوجية للضحية وتم إيداع الجاني البالغ ستة أشهر الحبس والقاصر وضع تحت الرقابة القضائية لتتحول التسلية الى سجن ومحاكمات. 80 بالمائة من الجرائم عبر الفايسبوك تزايدت تلك الجرائم التي هي وليدة التكنولوجيا الحديثة باستعمالها السيء من طرف بعص المجرمين الذين حولها الى فضاءات للاعتداء على الناس وكشف أسرارهم وحتى الاستيلاء على أموالهم عن طريق التهديد في ظل تحذير المصالح الأمنية من ارتفاع الجرائم الإلكترونية في الجزائر إذ سجلت مصالح الدرك والشرطة الجزائريتين قرابة 2500 جريمة إلكترونية خلال سنة 2017 بما فيها جرائم القرصنة والابتزاز والتشهير والتحرش الإلكتروني والاحتيال وتشير أرقام المصالح الأمنية المكلفة بمكافحة الجرائم الإلكترونية إلى أن 80 بالمائة من الجرائم المرتكبة تمت عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك تعرض من خلالها عدد الأشخاص إلى عمليات ابتزاز وتهديد بنشر الصور أغلبها مفبركة. الفتيات أكثر الضحايا تقع بعض الفتيات فرائس لقراصنة الإنترنت أو حتى بعض معارفهنّ بحيث عادة ما تقوم بعض الفتيات باستسهال بعض الأمور ويجران على نشر صورههن ليجدها الطرف الآخر وسيلة سهلة لجرّ الفتاة وتهديدها وطلب مبالغ ضخمة أو حتى مساومتها في شرفها. والغريب في الأمر وبالنظر الى غياب ثقافة التبليغ تنصاع بعض الفتيات الى أوامر هؤلاء بتقديم مبالغ ضخمة او حتى التخلي عن كرامتهن وشرفهن لغرض عدم افشاء اسراراهنّ أو نشر صورهنّ وفيما يتعلق بالابتزاز التي تقع ضحيته فتيات من طرف أشخاص يهددهن بنشر صورهن يرى المختصون أن ما زاد من المشكل أن النساء في المجتمع الجزائري لا يبلغن عن الفاعل خوفاً من الفضيحة وترضخ العديد من الفتيات للابتزاز ويسلمن مبالغ مالية ضخمة مقابل عدم نشر صورهن ومنهم من هربن من بيوت الأهل والزوجية خوفاً من الفضيحة. فمن الضروري ترسيخ ثقافة التبليغ عن الفاعل لعدم تماديه في تلك السلوكات والجرائم خاصة مع تطور التصدي لتلك الجرائم في الجزائر إذ تولي أجهزة الأمن بكل فروعها اهتماما كبيرا لمحاربة الجريمة الالكترونية. القانون يقف بالمرصاد تتصدى فعاليات المجتمع المدني بالمشاركة مع الفرق المختصة التابعة للأمن في مكافحة الجريمة الالكترونية بالنظر الى إفرازاتها الوخيمة في المساس بأمن المواطنين وكشف خصوصياتهم بالتعدي والابتزاز والتهديد إذ تعمل مختلف الفعاليات على التصدي للابتزاز الإلكتروني بكافة أشكاله والعمل على مجابهته في الميدان حفاظاً على المجتمع الجزائري كما تدعو مختلف الأطراف إلى إيقاع أقصى العقوبات بالفاعلين في ظل تسجيل ما معدله ثلاث إلى أربعة جرائم إلكترونية كل يوم اغلبها تمس بالأمن والسكينة العامة وطمأنينة الضحايا لاسيما الفتيات اللواتي يقعن ضحايا للابتزاز بنشر صورهنّ وخصوصياتهن عبر الفايسبوك.