جاء تلميذ إلى أستاذه و قال: علمت انك ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤياك فقال الأستاذ: فماذا تريد يا بني؟ قال: علمني كيف أراه فإني في شوق إلى رؤياه قال: فأنت مدعو لتناول العشاء معي هذه الليلة لأعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم. و ذهب التلميذ إلى أستاذه و أكثر له من الملح في الطعام ومنع عنه الماء فطلب التلميذ الماء فمنعه أستاذه بل أصر عليه أن يزيده في الطعام ثم قال له: نم و إذا استيقظت قبل الفجر فسأعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم. فبات التلميذ يتلوى من شدة العطش و الظمأ فقال له أستاذه: أي بني .. قبل أن أعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم أسالك: هل رأيت الليلة شيئا؟ قال: نعم. قال : ما رأيت؟ قال: رأيت الأمطار تمطر و الأنهار تجري و بحارا تسير. فقال الأستاذ: صدقت نيتك فصدقت رؤيتك ولو صدقت محبتك لرأيت رسول الله!! وممن صدقت محبته و بلغت منتهاها مالك بن انس إمام دار الهجرة الذي قال: ما نمت ليلة إلا رأيت فيها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام لسان حاله هو و أمثاله: و ما تأخر جسمي عن لقائكم إلا و قلبي شيق عجل و كيف يقعد مشتاق يحركه إليكم الحافزان الشوق و الأمل فان نهضت فما لي غيركم وطر و إن قعدت فما لي غيركم شغل وكم تعرض لي الأقوام بعدكمو يستأذنون على قلبي فما وصلوا و ماذا بعد الكلام في الحديث الصحيح انه: كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه . و نحن نقتدي به في كلامنا لتحل البركات و تحصل الهداية إن شاء الله و نسألك ثلاثا: ما علامة حبك له؟! ما علامة حبك له؟! ما علامة حبك له؟! اشتاقكم و يحول العزم دونكم فادعي بعدكم عيني و اعتذر واشتكي خطرا بيني و بينكم واية الشوق أن يستصغر الخطر إذا كنتم لا تعلمون فهذه علامات محبته و آثارها: 1- قراءة سيرته و تعلم الدروس المستفادة منها و نوصي في ذلك بقراءة كتاب السيرة النبوية دروس وعبر للدكتور مصطفى السباعي. 2- معرفة هديه في الأفعال و الأقوال و سائر شؤون الحياة من خلال مطالعة كتب السنة ( وأدناها رياض الصالحين للإمام النووي مع شرحه نزهة المتقين _ مؤسسة الرسالة) 3- الاقتداء به في معاملاته: أ_- الأهل: لقوله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله . ب- الجيران: لقوله صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه . ج- الأقارب: لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع . د الحيوانات: لقوله صلى الله عليه وسلم: و في كل ذات كبد رطبة أجر . 4- الاقتداء به في أخلاقه أ- الصدق: لقوله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . ب- الأمانة: لقول انس رضي الله عنه: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له . ج- الحياء: لقوله صلى الله عليه وسلم: الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع احدهما رفع الآخر . د- الحلم: لقوله صلى الله عليه وسلم : من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء و كان لا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلما. 6- الاقتداء به في عبادته: أ- لقوله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعة . ب- كان لا يدع صوم أيام البيض في سفر و لا حضر و هي أيام 13-14-15 من الشهر الهجري. ج- كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر و ركعتا الفجر . د- كان يختم القرآن كل جمعة و نهى أن يختم في اقل من ثلاث و في أكثر من شهر ( جزء يوميا على الأقل). ه- كان أجود من الريح المرسلة و كان أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان. و- كان إذا صلى سمع له أزيز كأزيز المرجل من كثرة بكائه.