تضرب العلاقات الجزائرية التركية في عمق التاريخ وما مسجد كتشاوة إلا نموذج عن ذلك خاصة وهو يعرف حاليا عملية ترميم يقوم عليها فنيون أتراك وجزائريون. ويعد هذا الصرح التاريخي والأثري من أبرز المعالم التي تحتضنها قصبة الجزائر فرغم مرور الزمن مازال محافظا على تاريخه ويقف شامخا ومتصديا لكل الظروف الطبيعية والبشرية الصعبة. ورغم أن المصادر التاريخية أفادت بأن العثمانيين هم من شيدوا مسجد كتشاوة إلا أن تاريخ تأسيسه الفعلي لم يرد بوضوح بينما كشف مخطوط عربي من القرن 14 عن وجود مسجد صغير تعود نشأته إلى عام 766 هجري سمي بكتشاوة نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة والتي كانوا يطلقون عليها آنذاك سوق الماعز. وحسب ما أورده موقع الإذاعة الوطنية نقلا عن مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية عبد الوهاب زكار فإن تصميم وأشغال ترميم الجامع ممولة من طرف الدولة التركية يشارك فيها حوالي 60 بالمائة من الفنيين الجزائريين إلى جانب الأتراك. كما أشار في السياق ذاته المكلف بالبحث في المركز الوطني لعلم الآثار والمسؤول عن الحفرية الإنقاذية لساحة الشهداء كمال ستيتي بأن هذا الجامع التحفة لم يستسلم لمسخ المستعمر رغم تحويله إلى كاتدرائية موضحا بأن مسجد كتشاوة بني أصلا على بقايا أثرية تدل على عمق الطبقة الأثرية في المكان.