قرارات موءودة وتهديدات عقيمة ** تتواصل مشاهد الموت في الغوطة الشرقية بسوريا فبعد حصار طويل تسبب في موت العشرات جوعا وبردا جاءت الفجيعة الكبرى من خلال النار التي أحرقت كل منابع الحياة في ساحة حرب لم تنهي بعد ! ق.د/وكالات في تطور لافت على الموقف الأوروبي وتحديدا البريطاني حيال ما يجري في الغوطة الشرقية شدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على أن الغرب لن يبقى مكتوف الأيدي أمام استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا متوعدا بشن غارات ضد حكومة النظام السوري إذا اكتشف تورطه في ذلك .. أعلن جونسون في كلمة ألقاها في مجلس العموم البريطاني عن إمكانية شن غارات محددة على الحكومة السورية إذا حصلت لندن على أدلة مقنعة على استمرار نظام بشار الأسد أو داعميه في استخدام الأسلحة الكيميائية. وأشار جونسون إلى دعم الكثيرين للغارات الصاروخية الأمريكية على قاعدة الشعيرات في محافظة حمص في نافريل العام الماضي على خلفية مزاعم عن الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في إدلب وقال: آمل بطبيعة الحال في ألا يبقى الغرب مكتوف الأيدي . وكان مسؤولون أمريكيون بارزون قالوا أوائل فيفري الجاري إن الإدارة الأمريكية مستعدة لتنفيذ عمل عسكري ضد النظام السوري في حال اقتضى الأمر لردعه عن استخدام السلاح الكيماوي. وأوضح المسؤولون أن هناك مخاوف من أن نظام الأسد ربما توصل إلى طرق جديدة لاستخدام تلك الأسلحة . وأشاروا إلى أن النظام واصل استخدام الأسلحة الكيماوية بين الحين والآخر ضد المعارضة بكميات أصغر من هجوم خان شيخون في افريل الماضي والذي كان ضد أمريكا لتنفيذ هجمات صاروخية انطلقت من البوارج الأمريكية على مطار الشعيرات الجوي قرب حمص. وحذر مسؤول أمريكي من إمكانية انتشار الأسلحة الكيماوية السورية في العالم وربما وصولها إلى الولاياتالمتحدة في حال لم يكثف المجتمع الدولي من ضغوطاته على نظام الأسد. وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال قبل نحو أسبوع إن رئيس النظام السوري بشار الأسد ربما لا يزال يستخدم الكيماوي ضد شعبه داعيا روسيا إلى أن تتحمل المسؤولية في ذلك . وخلال كلمته في مؤتمر تنظمه فرنسا تحت عنوان المبادرة الدولية لمنع مستخدمي السلاح الكيميائي من الإفلات من العقاب طالب الوزير الأمريكي بضرورة تدمير مخزون سوريا بأكمله من السلاح الكيميائي . أرقام مروعة وحسب تقارير الأممالمتحدة يعيش 400 ألف شخص تحت الحصار في الغوطة الشرقية يمثلون 94 من المحاصرين المدنيين في سوريا وهو ما يعد وصمة عار في تاريخ الإنسانية. ويعيش أهالي الغوطة تحت الحصار منذ افريل 2013 ومنذ ذلك الحين مات الآلاف وأصيب عشرات الآلاف واستهدف النظام المنطقة خلال تلك الفترة بالأسلحة الكيميائية والبراميل والقنابل العنقودية. ويهدد هذا الوضع حياة الأطفال الأبرياء حيث زادت نسبة سوء التغذية بين الأطفال 5 أضعاف خلال الأشهر العشرة الماضية. وعلى الرغم من هذا الوضع الكارثي لا يسمح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول الغوطة الشرقية والوصول إلى المدنيين هناك وهو ما يخالف ميثاق الأممالمتحدة وقراراتها بهذا الشأن ويعتبر حرب تجويع ضد المدنيين ويندرج ضمن المادة 8 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية باعتباره جريمة دولية . كما لا يسمح بإجلاء المرضى والمحتاجين للرعاية الطبية على الرغم من مطالبات المنظمات الإنسانية وهذا يخالف ما تنص عليه اتفاقيات جنيف بتاريخ 12 اوت 1949 من ضرورة تقديم الرعاية الطبية للمحتاجين إليها ويعد أمرا خارجا عن نطاق الإنسانية. وفي هذه الظروف يتم أيضا استهداف المؤسسات والكوادر الطبية وهو انتهاك للقانون الإنساني الدولي بشكل علني