الإرشاد السمكي والتكوين التطبيقي يتمدّدان ** يظهر جليا أن ثمار الإرشاد السمكي أصبحت جاهزة للقطف من خلال قراءة لمجريات الأحداث الجارية في مسار ثورة الاستزراع السمكي بالجزائر حيث تعدت آفاق الحديث عن تربية الأسماك إلى محاور ذات أهمية هي الأخرى من شأنها أن تعطي السرعة الخامسة لتربية المائيات الجزائرية ألا وهي الطحالب المائية والأعلاف غير التقليدية لاسيما في وجود تحفيزات استثمارية لا توجد إلا في الجزائر. منذ انطلاق الثورة السمكية في بداية العشرية الماضية كانت الجهود منصبة حول إعادة هيكلة القطاع ووضع الركائز والأسس وتفعيل دور مختلف الأجهزة الإرشادية والتكوينية والبحثية وكانت اللبنة الأولى في جدار البناء لتأتي بعد ذلك مرحلة إنجاز المشاريع والمزارع واختيار الأسماك والتعريف بها وبتقنيات التربية السمكية وأنظمتها وإنتاج صغار الأسماك ومبادرات لعلف الأسماك مع تشجيع وتفعيل الاستثمار المباشر في المزارع السمكية والانتشار العمودي والأفقي لتأتي مرحلة الإنتاج غير التقليدي المتمثل في الطحالب والنباتات المائية التي سوف تكون متبوعة بمرحلة حتمية هي الإنتاج النوعي والكمي وتلبية الطلب المتزايد. دورات تكوينية تطبيقية وورشات عمل وفي هذا الصدد تعتزم جمعيات وهيئات بولاية ورقلة تنظيم دورة تكوينية هي الأولى من نوعها حول استزراع طحالب السبيرولين ذات الاستعمالات الواسعة والمتعددة من تنظيم جمعية تربية النحل والمائيات وغرفة الصيد البحري وتربية المائيات بولاية ورقلة حيث يُنتظر أن يُؤطر الدورة أساتذة مختصون على رأسهم الدكتور هيري عبد القادر من جامعة تمنراست الأستاذ سقاي علي من جامعة ورقلة والأستاذة عفاف جغبوبي حسب ما أفاد به مدير الغرفة فوزي هبيتة. وعلى هامش الدورة تنظم ذات المصالح تنظيم ورشة عمل حول استعمالات الطحالب والنباتات المائية بمشاركة جهات متعددة وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية النباتات المائية في تربية المائيات كبديل منخفض الثمن لعلف الأسماك بالإضافة الى استعمالاتها الأخرى في مجالات الطب والصيدلة وغيرها. هذه أهم الطحالب والنباتات المائية وتتمثل أهم النباتات المائية في السبيرولين عدس الماء والأزولا وهي طحالب ونباتات مائية بدأت أهميتها تظهر من خلال عمل الناشطين في مجال الإرشاد السمكي ووسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تروّج لها لما لها من أهمية كبرى وتميزها بسهولة تربيتها وهنا تشير دراسات إلى أن إنتاجية المتر المربع تعطي 250 غرام يوميا من الأزولا في دورة قدرها 20 يوما بينما تعطي نفس المساحة نحو 300 الى 350 غرام يوميا من عدس الماء خلال دورة قدرها 11 يوما. ويمكن من خلال 01 كيلوغرام من الأزولا وعدس الماء زرع مساحة 200 متر مربع وهو ما سوف يعطي إنتاج يومي قدره 70 كيلوغراما من عدس الماء و50 كيلوغراما من الأزولا حيث يمتلئ الحوض من جديد بعد يوم واحد فقط. أما طحلب السبيرولين فيُوجه أساسا للتغذية حيث أن 01 كيلوغرام منه يكفي لتغذية 500 فرد خاصة لاحتوائها على العناصر المغذية التي تصل إلى نحو 70 بالمائة من البروتينات واحتوائها على مختلف الأحماض الأمينية والأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والكاليسيوم وأغلبها من مضادات الأكسدة الطبيعية. نتائج باهرة تستحق التعميم وحسب حمو عبد القادر وهو فلاح ومربي أسماك من عين صالح بولاية تمنراست الذي أجرى تجارب في مزرعته فإن تغذية دجاج اللحم على الأزولا وعدس الماء لمدة 45 يوما أصبح وزن الدجاجة 2.5 كيلوغرام في حين بعد تغذية البط لمدة شهرين ونصف أصبح وزن البطة 3.5 كيلوغرام كما أن تغذية الدجاج البلدي والسمان ودجاج البيض يزيد من وضع البيض ويزيد من كمية الحليب عند تغذية الأغنام والأبقار على هذه النباتات وبالنسبة للأسماك يقول حمو عبد القادر أن وزن الأسماك أصبح 250 غرام خلال شهرين ونصف من التربية. مشاريع استثمارية في الطحالب المائية لعل أول من أنشأ مزرعة لتربية طحالب السبيريلين في الجزائر هو الدكتور عبد القادر هيري بولاية تمنراست الذي يعتبر رائد تربية السبيرولين ومكون للكثير من الطلبة والمهتمين يليه تلميذه الأستاذ على سقاي من جامعة ورقلة الذي سافر إلى تنمراست وسهر الليالي طلبا للمعرفة والذي يلعب حاليا دورا كبيرا في تكوين الطلبة غير أن ذكر السبيرولين أصبح مقرونا بالشاب أنور رضوان من وهران هذا الأخير الذي لعب دورا هاما في التعريف بها من خلال نشاطه في مجال التسويق الإلكتروني رضوان أنشأ مؤخرا مزرعة لتربية هذه الطحالب المعجزة كما يسميها تهدف لإنتاج 700 كيلوغرام سنويا قابلة للتوسع بولاية وهران وفتح المجال واسعا أما الشباب الذين أبدى الكثير منهم رغبتهم في الاستثمار في هذا المجال. تحفيزات استثمارية لا توجد إلا في الجزائر بالإضافة للتكوين والمرافقة التقنية التي توفرها للراغبين في الاستثمار من خلال نظام مرافقة الاستثمار المنتج في شُعب الصيد البحري وتربية المائيات وضعت المديرية العامة للصيد البحري وتربية المائيات تحفيزات استثمارية وجبائية لا يوجد لها نظير في دول أخرى بشهادة مختصين حيث أصبح للراغب في الاستثمار في الطحالب وغيرها من تربية الأحياء المائية الحصول على مساحات أرضية تصل إلى 10 هكتارات مع إتاوة سنوية رمزية قدرها 01 دينار لكل متر مربع سنويا مع إمكانية الحصول على الدعم المالي لمؤسسات الدعم فضلا على إعفاءات جبائية تصل لعشر سنوات وهو ما يفتح شهية المستثمرين وحاملي المشاريع.